قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
لسلامتك
ضغط الدم
إعداد محمد الحلفي
يعاني الكثير من الناس مرض ضغط الدم، ولم يستثن هذا المرض اعمار دون اخرى، فبات من الطبيعي سماع ان احد الشباب او متوسطي العمر مصاب بضغط الدم، وقد اكد معظم الاطباء والاخصائيين على ان للعامل النفسي والاجتماعي دور مهم واساسي في نشوء هذا المرض واستفحاله وتطوره الى مألات خطيرة.
ما هو ضغط الدم؟
يرتفع ضغط الدم عندما يضخ القلب الدم بقوة مضاعفة بسبب ضيق الشرايين الدقيقة التي تقاوم جريان الدم لاسباب مختلفة في مقدمتها البدانة وتراكم الشحوم على جدران الشرايين، ولتوضيح ذلك نأتي بمثال: اذا اردت ان تنفخ في انبوب او ماسورة، فانك لن تجهد نفسك اذا مخرج الانبوب بالسعة التي يتصرف منها الهواء، لكن اذا كانت المخرج من الجهة الثانية صغيراً ودقيقاً، بحجم ثقة ابرة طبية، كيف سيكون الجهد لنفخ الهواء؟
هذه الحالة تترك اثرها المباشر على القلب فتصيبه ؟؟؟؟ والتعب، وهذا التعب جدار القلب المرهق بالضخ المتواصل والعتيق امام ضغط الدم، فالرياضي تتضخم عضلات يديه عندما يرفع الاثقال ـ مثلاً ـ فتعطيه القوة اللازمة، في حين القلب لا يمتلك هذه القوة في عضلاته وان كانت سميكة.
اسباب الضغط واعراضه
الغالبية العظمى من حالات ارتفاع ضغط الدم (حوالي 95%) ليس لها سبب معروف، وقد تظهر في اي مرحة من العمر، لكن على الاغلب تكون لدى متوسطي العمر، وتتراوح الاسباب بين عوامل نفسية وغذائية ووراثية، ويسمي الاطباء هذا النوع بضغط الدم الاولي، اما ضغط الدم الثانوي ويعطوه خمسة بالمائة فقط، الذي يعزوه الى حالات مرضية مزمنة تلازم الانسان.
وفي مقدمة الاسباب التي تؤدي الى ارتفاع ضغط الدم هي امراض الكلى التي يقول عنها الاخصائيون انها تلعب دوراً خطيراً في هذا المجال، الى جانب امراض السكري والالتهاب الكليوي وتصلب الشرايين، كما يشير الاخصائيون الى بعض العقاقير على انها من عوامل ارتفاع ضغط الدم. منها حبوب منع الحمل وحبوب الاستروجين وعقاقير القشرة الكظرية والبخاخ المضاد للاحتقان الانفي، والادمان على التدخين.
أما أعراضه فهي تشمل حالة الصداع الشديد وازدواجية الرؤية ونزف الدم من الأنف وسرعة دقات القلب والشعور بطنين في الاذن وارتعاشات عضلية، ويمكن ملاحظة الغثيان والاحساس بالتقيؤ وارتباك الذهن.
علماً ان الاخضائيين يؤكدون في الوقت نفسه على ان ضغط الدم ربما يكون استجاية طبيعية من الجسم عند الحاجة الى الدم وعناصره الغذائية , فالرياضي يرتفع عنده ضغط الدم خلال ممارسة التمارين الرياضية. فضلاً عن هذا فإن المخ له وظيفة حساسة ودقيقة وهي استشعاره المستمر الى حاجة الجسم الى رفع او خفظ الضغظ في الدم، عندئذ يبعث برسائل من خلال الجهاز العصبي، فتأمر العضلات التي في جدران الشرايين إما بالانقباض في حالة الارتفاع أو الانبساط في حالة الإنخفاض.
العلاج:
بداية يوصي الاطباء بمراقبة ومتابعة ضغط الدم من خلال الفحص المستمر لمن يشكو هذه الحالة، وذلك باستخدام جهاز القياس الذاتي المستخدم في المنازل والى جانب العقاقير والادوية المختلفة التي يوصي بها الاطباء فانهم يؤكدون على تغيير النظم الحياتية داخل البيت وخلال المعاشرة والتعامل في الوسط الاجتماعي ويوصي الاطباء أيضاً بممارسة الرياضة وتناول الغذاء الغني بالفيتامينات والاملاح الطبيعية المتوفرة في الفاكهة والخضار وتجنب الملح الصناعي ما أمكن ويؤكد الاطباء عدم وجود دواء مثالي محدد لكل الناس إذ كل مصاب بضغط الدم له برنامج علاجي خاص به لاختلاف حالته الخاصة.
والمثير ان بعض الاطباء يعتقدون انه ليس من المفيد كبح جماح ضعط الدم لدى كبار السن ومن تتجاوز اعمارهم الستين عاماً، وكانت وراء هذه النظرية هو الاعتقاد بحاجة المسنين الى ضغط اكثر مما لدى صغار السن، بسبب تصلب شرايينهم لذا كان الاطباء يخشون من اصابة المسنين بانخفاض ضغط الدم عند المسنين ويعزون اليها حالات خطيرة مثل السكتة الدماغية والفشل الكليوي لكن الابحاث الطبية الحديثة تؤكد العكس وهو ان المسنين يحصلون على نفس الفائدة التي يتجنبها الاصغر سناً من ادوية خفض ضغط الدم.