قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

حب أهل البيت (عليهم السلام) في رحاب الشعر
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة &على الفتَّال
ان الحب الذي نتحدث عنه في مقالتنا القصيرة هذه هو حب آخر يختلف عن الحب الذي يتناوله دارسو الشعر ونقاده – عربياً كان او غير عربي – الذي اطلقوا عليه مسميات كثيرة لا مجال لذكرها هنا اما الحب الذي نحن بصدده فهو حُبٌ له اشتراطاته ومستلزماته، لعل في مقدمتها نقاء الروح وزخم الايمان ورسوخ العقيدة وصدق المبدأ والانقطاع الكلي من لدن الشاعر، الى من يحب بلا مقابل بل هو حب طوعي صوفي يجعل الشاعر يذوب في ذات المحبوب ذوبان الناكر ذاته.
فالشاعر في غير الحب هذا ينظم قصيدته من خلال تجارب عاشها مع من يحب فرسم ملامحه وانعكاساته السلوكية وتأثير الانعكاسات تلك على الشاعر فتمخضت قصيدة او اكثر اما في (حبنا هذا) فلم يرَ الشاعر محبوبه – على الاعم الاغلب – عياناً مادياً ولكنه رآه من خلال دفقة الايمان الروحي فوصفه وصفاً روحياً بصدق ما بعده صدق فجاءت القصائد مخضلة بعبق الايمان والحب الصافي الصاعد الى رحاب السماء انه حب اهل بيت النبوة عليهم افضل الصلاة والتسليم؛ فهم الالق المنتشر افقياً وعمودياً في سماوات العقيدة والمذهب، ذلك الالق الذي لن يخبو نوره ابد الدهر، بل يزداد سطوعاً وتألقاً على مر العصور، وكلما تقادم ذلك الزمن كلما ازداد الحب هذا تألَّقاً وبهاءً لان اهل البيت هؤلاء هم معدن الرسالة وناموس الدعوة المحمدية؛ فـ (في ابياتهم نزل الكتاب)
وهم حجج الإله على البرايا بحجَّتهم فقد كمل النصابُ
وهم آيات حقً باحتكامٍ بهم وبحكمهم لا يُسترابُ
لأن اقوالهم وافعالهم مستمدة من كتاب الله والسنة النبوية المطهرة، واتصالهم اتصالاً مباشراً بصاحب الدعوة، الرسول الكريم محمد (ص) أباً عن جد ومنازلهم:
منازل جبريل الامين يزورها من الله بالتسليم والرحماتِ
منازل وحي الله معدن علمه سبيل رشادٍ واضح الطرُقاتِ
فالشاعر ان تحدث عن احدهم (عليهم السلام) كأنه تحدث عنهم جميعاً لأن ما ينطقون به وما يصدرون من احكام ان هي الا من منبع واحد هو منبع رسول الانسانية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلَّم.
لذلك ترى القصائد – عزيزي القارئ – لا تختلف الواحدة عن الاخرى في المحتوى، على الرغم من تباعد ازمان من قيلت فيهم – عليهم السلام – لأن شجرتهم واحدة وما هم إلاَّ اغصان الشجرة المباركة تلك ففي كل حين ينبع غصنٌ جديد، أما الجذر وأما الساق وأما النوع فواحد..فمن تحصيل الحاصل أن تكون القصائد واحدة في ما تطرح من افكار واذا كان ثمَّة اختلاف فيها إن هو الا في الشكل (الوزن والقافية والبناء المعماري للقصيدة) ذلك هو الحب في مقالتنا القصيرة هذه.
ارجو ان اكون قد قلت ما يُعينني على توصيل ما أريد توصيله الى القارئ الكريم، فأنا وهو لا نريد – من وراء ذلك – إلاَّ مرضاة الله وغفرانه ومرضاة اهل بيت النبوة الاطهرين عليهم افضل الصلاة والتسليم -وهو المستعان على كلَّ أمر