قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
في ذكراها الرابعة..
شموخ القباب والبحث عن صمام الأمان
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة *ضياء العيداني
سامراء، أسم أقترن ذكره بمرقدي العسكريين الطاهرين ويشكل علامة لا تنطفئ ولن تنطفئ لأنها نور إلهي ولو كره الكافرون بنعمة الولاية.
ومن يذهب إليها يرجع بقلب طافح بالجراح والذكريات المؤلمة، حيث يتذكر حادثة الإرهاب الهمجي الذي حاول إذلال الشعب والانسانية وسحق الكرامة وكل الحقوق والثوابت لوجود الإنسان.
نعم، لأن مراقد الأئمة الأطهار هم المركز الذي يدور حوله البشر لتنعم الإنسانية بديمومة الحب والأمان، فكما أن لكل شيء مركزاً فإن الأئمة (ع) هم مركز الأمان فقد خلق الله تعالى المادة وهي تدور على أسس وثوابت، فالخلية مثلاً لها نواة تدور حولها الألكترونات وكذلك ا لكون والمجرات بعضها يدور حول بعض في مسار ثابت لا يختل ولولا هذه المراكز التي تمثل القوة المركزية لما يدور حولها لأنفلتت الكواكب وتبعثر الكون ولحصل ما حصل، وهذا ما يخص عالم المادة. ولم يكن عالم الروح بعيداً عن هذا المعنى فقد خلق الباري تعالى مراكز في هذا الكون تمثل النواة التي يستقر من يدور حولها وهذه المراكز متمثلة بمراقد أهل البيت (ع) والتي بوجودها وبوجود قببها ومناراتها يتوفر الأمان للأمة والرفاهية للإنسانية جمعاء.
وإن أي ضرر يلحق بها إنما يدل على أن في الأمة من هم ابتعدوا عن المسار الصحيح فلا يدورون حول هذه النواة فينفلت مسارهم ويضرون أنفسهم من حيث لا يشعرون، وعندما تستباح القيم، ينحسر الأمان وتضيع الرفاهية والنِعم التي كانوا ينعمون بها، وخير دليل على هذا ما حصل عند تفجير قبة الإمامين العسكريين والتي بعدها عانى العراق ما لم يعانيه، فضاع الأمان وحلّت الطائفية المقيتة محل الوحدة التي كان مركزها مراقد الأئمة الأطهار (ع)، ولا غرابة في ذلك لأن من يهدم سقفاً يظل الآخرين لا يتوقع أن لا يتضرر أحد.
ورب سائل يسأل: لو أن الأمان والرفاهية منوطة بسلامة مراقد الأئمة الأطهار (ع) لماذا يجرؤ عليها من يفجرها؟
والجواب على ذلك يكون بمعرفة ما هية وحقيقة من أقدم على هذا العمل الآثم ومن ثم نفهم بعد ذلك إن الخلل ليس في الماء إنما في الفم المريضة التي تشرب الماء فتشعر بمرارة تنسبها الى الماء ولا يعلمون أن الخلل فيهم، كما قال الشاعر:
ومن يكن ذا فم مريض يجد مرّاً به الماء الزلالا
فهؤلاء الذين فجروا الإمامين هم أصحاب النفوس المريضة التي أصبح همها سلخ القيم والمبادئ من المجتمع بل وسلب حريته وكرامته و وحدته وإنسانيته لأنهم أشخاص بعيدون عن الانسانية بالمرة، فأخذوا على عاتقهم حرمان الأمة من الأمان، وأولئك الجبناء الذين دنسوا الروضة العسكرية في مثل هذه الأيام قبل ثلاث سنوات لم يولدوا من رحم هذا العصر إنما هم الطفح الذي يعلو مزابل التاريخ المليئة بأمثالهم فحملوا معتقدات وأفكار من هم على سجيتهم من السابقين المتمثلين بالمنافقين والأمويين والعباسيين وماتلاها من أفكار كانت عصارتها الفكر الوهابي البغيض وبقايا الحزب العفلقي اللعين واللذان يصبان في نفس المصب من حيث الهدف وهو قتل القيم من خلال الإضرار برموزها.
ولما كان أهل البيت (ع) رمزاً للأمة والانسانية جمعاء، بات الأمر يقلقهم كما أتعب هذا الأمر أجدادهم الأمويين والعباسيين والذين حاولوا التخلص من أشعة النور المحمدي بأي إسلوب واستمر على نهجهم من أتفق معهم في نهجهم الخبيث، فعمدوا على التخلص من هذه الأنوار وإن كانت على شكل قبة فوق المرقد، لأن الرمز حي سواءً أكان حيّاً أم ميتاً، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على خلود أهل البيت (ع) ومدى تأثيرهم في الأمة في حياتهم ومماتهم، فهم مصدر الخير وا لنعيم والألفة والوحدة ولكن ماذا نقول لمن كان منهجه أبواق بني أمية اللعين والذي لم يخدم الأمة يوماً من الأيام؟!
وتبقى كلمة أخيرة ليت هؤلاء المنصهرين بقالب الطاغوت أن يلتفتوا إليها وهي إن ا لذي يحاربونه إنما هو حق والحق كلما طمروه أظهره الله وكلما أرادوا إطفائه لن يفلحوا وإنهم إنما يحاربون الأمان ويضربون كرامة الإنسانية جمعاء فهم بذلك مفضوحون وللعمل الباطل معلنون ولا يضرون بذلك إلا أنفسهم، كما قال الشاعر:
كناطح صخرةٍ يوماً ليوهنها
فما أوهنها وأوهى قرنه الوعل
1