قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

خبير في صناعة الورق يدعو (الصناعة) لاقامة مشاريعة مشتركة لانتاج عجائن الورق
الهدى / بغداد
بالرغم من الحاجة الماسّة والمستمرة لمادة الورق في الحياة الثقافية في العراق، فان التقارير تشير الى انحسار الارضية المساعدة لانتاج الورق بسبب التصحّر والجفاف الذي ضرب مساحات مزروعة واسعة في العراق تبعها زوال أعداد كبيرة من الاشجار وغابات القصب التي تُعد من المواد الاولية لانتاج الورق في العراق.
وجاء في تقرير نشرته وكالة (خبر) بان صناعة الورق اخذت تتراجع ليس في العراق وحسب وإنما في بلدان عربية أخرى، لأسباب مختلفة اهمها شحة المياه العذبة الداخلة بشكل اساسي في عملياتها التصنيعية، حيث يحتاج كل كيلو غرام واحد من انتاج عجينة الورق (VERGENPULP) الى عشرة لتر ماء لا تتجاوز نسبة الاملاح فيه (500PPM) في ظروف التعجين العادية وبأستخدام عجانات ورق قديمة و (PPM 650) في الظروف غير الاعتيادية وبأستخدام عجانات الورق المطلية ضد الملوحة ما حدا بمصانع الورق العربية الى استخدام المخالفات الورقية في صناعة الورق اضافة الى استيراد العجائن الحرة وبأسعار عالية جدا في حين توجهت مصانع عربية اخرى الى استيراد الورق والاكتفاء بعمليات القص والتشكيل أو ما يسمى بالصناعة التحويلية.
الدكتور المهندس سالم حميد سالم المالكي الخبير المتخصص في صناعة العجائن الورقية في وزارة الصناعة والمعادن بين من خلال البحث المتكامل الذي قدمه عن صناعة الورق في الوطن العربي بأن هذه الصناعة تمر بأربعة مراحل وهي مرحلة جمع المواد الخام وهي المواد السليلوزيه ومن اهمها الاخشاب، الداخلة بشكل اساسي في عملية انتاج الورق والمرحلة الثانية وهي انتاج وتحضير العجينة الورقية بواسطة عمليات طبخ كيميائية الهدف منها تحرير الالياف السليلوزية وأذابة الأصماغ وهي المرحلة التي تتداخل فيها العمليات الكيميائيه والفيزيائية والميكانيكية والتي تشكل 65% من صناعة الورق مشيرا الى الفكرة العلمية لأنتاج عجينه الورق هي نزع وتحرير الالياف السليلوزيه عن بعضها وأذابة الاصماغ (الكنين) وبين بأن من اهم طرق التعجين هي الطريقة القلوية والطريقة الحامضية والطريقة الميكانيكية اذ ان اغلب مصانع انتاج الورق العربية تستخدم الطرق القلوية للتعجين اما المرحلة الثالثة فهي تحويل العجينة الورقية الى ورق من خلال استخدام خطوط ورق جاهزة تجري فيها عمليات تسخين وتبخير وترصيص العجينة ثم تنعيم وقص الجوانب للورق المتحول من العجينه وتجرى بعد ذلك عمليات تبييض حسب الدرجات المطلوبه ليتم الحصول على شريط ورقي جاهز على شكل رولات واخيرا المرحلة الرابعة التي يتم تحويل الورق فيها الى الانواع المطلوبة وهي بمجملها عمليات قص وتلصيق وتدبيس لا يتعدى فيها استخدام مكائن والات بسيطة وامواس وقواطع كهربائية وميكانيكية.
كما وأشار من خلال بحثه بأن مصر تمتلك ثلاثة مصانع عملاقة لأنتاح عجائن الورق حيث تتهيأ صناعة الورق بمراحلها الاربعة بأستخدام قش الرز ومخلفات قصب السكر كمواد اوليه في حين تستخدم مصانع الورق في المغرب اشجار اليوكالبتوس كمادة اولية في انتاح الصناعة الورقية اما في العراق فأن مصانع الورق في البصرة والعمارة مصانع عملاقة لانتاج عجائن الورق من مخلفات قصب السكر كما وتستخدم المصانع الموجودة في تونس مخلفات قصب السكر وقش الرز لانتاج عجائن الورق مرورا بكل مراحل الانتاج الاربعة مضيفا بأن مصانع انتاج الورق في كل من سلطنة عمان والسعودية تعمل بالمرحلة الثالثة وذلك بأستخدام عجائن الورق المستوردة من اوروبا والبرازيل ويتم اذابتها بالماء وفي باقي الاقطار العربية يتم استخدام المرحلة الرابعه وذلك بأستيراد الورق الجاهز يتم تقطيعه لانتاج مكملات الورق والكارتون والورق الصحي وحفاظات الاطفال كما في قطر والبحرين والامارات وليبيا.
ولكون ان صناعة الورق في العالم العربي تواجه العديد من المشاكل من اهمها قلة المياه او القلة في المواد الخام ففي المغرب تواجه صناعة الورق الانحسار في اشجار اليوكالبتوس فيما اثرت الحروب المتوالية وانحسار المياه وتجفيف الاهوارفي العراق الى انخفاض كميات القصب وبنسبة 94% في المناطق المحيطة بمصانع انتاج الورق اضافة الى اسباب اخرى ادت الى توقف تلك المصانع فضلا عن مشاكل اخرى تتضمن عمر المصانع وارتفاع اسعار المواد الكيمياوية وارتفاع اسعار النقل واجور العمالة كل هذا ادى الى انخفاض نسبه انتاج العجائن الورقية في الوطن العربي منذ عام 1989 ولكن بالرغم من كل هذا لازالت عجائن الورق في الوطن العربي تحافظ على رواجها وسوقها واسعارها وتفضل احيانا على المنتوج الاجنبي لتوفر عناصر الجودة فيها. ومن هنا جاءت فكرة البحث لأقامة مصنع استثماري لانتاج العجائن الورقية في بعض البلدان العربية والتي تتوفر فيها مؤهلات اقامة مصنع لانتاج العجائن الورقية يستفاد منه في رفد مصانع عربية اخرى تعمل بنظام المرحلة الثالثة بدلا من استيرادها من الخارج. فقد اقترح السيد المالكي اقامة مشروع عجائن الورق في شمال السودان بكلفة من 2.5 - 3 مليون دولارلتهيئة العجانات الكهربائية الحديثة وأحزمة النقل و وسائط النقل وابنية المصنع حيث تم اجراء مسحا ودراسة فنية وطوبوغرافية واقتصادية في بعض مناطق السودان المحاذية لنهر النيل حيث تتوفر كافة الشروط الفنية والبشرية لأقامة مثل هذا المشروع تستفاد منه كل من ليبيا والسعودية حيث تتوفر العناصر الاساسية للأنتاج منها توفر كميات كبيرة من المواد السليلوزية التي تساعد على اقامة مصنع طاقته الانتاجية (250_ 300) طن من العجائن وان هذه المواد لا تحتاج الى مواد كيمياوية كثيرة في عملية الطبخ كما وتتوفر كميات كبيرة من المياه تتميز بالمواصفات المناسبة للاستخدام في عمليات التعجين دون الحاجة الى اضافة معالجات معقده لها في حين تحتاج عمليات التعجين الى مادة هيروكسيد الصوديوم المخفف وهي مادة سهلة التوفير في هذا المشروع.
كما وتم طرح فكرة لأنشاء مشروع العجائن السوري - العراقي المشترك وبكلفة تقديرية لا تتعدى ال (750) الف دولار لاحياء شركات الورق في البلدين والذي يهدف الى اقامة مصنع استثماري سوري- عراقي في منطقة دير الزور لرفد مصانع الورق في العراق وايدلوجية هذا المصنع هو العمل بنظام المرحلة الاولى وذلك من خلال جمع وتقطيع وتجفيف المادة الخام الداخلة في عمليات انتاج العجائن وارسالها الى مصانع الورق في العراق للقيام بعمليات الطبخ والتعجين لانتاج عجينة يمكن الاستفادة منها في رفد معمل دير الزور بالعجائن الورقية بعد انجاز عمليات تصنيعها في معمل العمارة كما سيحيي ذلك المشروع تشغيل بعض خطوط انتاج الورق في العمارة ومصنع الكارتون في بغداد.
ان المواد الخام الموجودة في منطقة دير الزور ذات مواصفات فنية عالية وغنية بالسيليلوز وسبق وان جربت في انتاج وتشغيل الشركة العامة لصناعة الورق السورية واشار الى انه اذا ماتم احتساب تكلفة نقل المواد الخام المهيئة والمقطعة من دير الزور الى العمارة فان الامر يحتاج الى تكاليف نقل بواسطة شاحنات وعند احتساب تكلفة انتاج طن من العجينة حساب شامل يتضمن تكاليف النقل والقوى العاملة والمواد الخام فانها لا تتجاوز قيمة 60% من سعر العجينة الجاهزة المستوردة. واوصى الباحث بضرورة تبني وزراء الصناعة في كل من البلدان العربية (السودان- ليبيا- السعودية - العراق) والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين وشركات الورق والمراكز البحثية في البلدان المذكورة لإقامة هذين المشروعين الذان سيشكلان نواة لاقامة مشاريع عربية لصناعة الورق والمخلفات الورقية وذلك بهدف مواكبة التغيرات التي تطرأ على صناعة الورق في العالم.