قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
دردشة
لا تصدقوها حتى وان قالها بوش
الديمقراطية بلا كهرباء تعني البناء بلا ماء أو طابوق، واذا عرفنا أن محور الديمقراطية تقوم على حاكمية الشعب، وان البرلمان هو الممثل الحقيقي لهذه الحاكمية وهو يمثل المظلة لمجموعة نواب الشعب ممّن يجري اختيارهم عبر صناديق الاقتراع عند ذلك يمكننا ادراك المسافة المارثونية بين النائب من جهة وبين الناخبين من جهة أخرى.
في الدول المتقدمة عادة ما يناقش النواب موضوعات مهمة من قبيل حرب النجوم ومن قبيل اطلاق مركبة فضائية ومن قبيل مناقشة الحريات المدنية والديمقراطية فماذا يمكن أن يناقش البرلمانيون في العراق؟، هل يناقشون مشاكل اصحاب مطاعم الفلافل وشحة الغاز التي يطهونها به ويبيعونها على الزبائن؟ أم يناقشون سعر (الجت) الذي يطعمه الحوذية لحصنهم بعد انصراف سواق السيارات عن سياراتهم نتيجة غلاء البانزين؟ هل يناقش النواب أزمة الكهرباء وعمر الظلام الذي يساوي عشرة أضعاف عمر الضوء في بلد يعيش بلا كهرباء على الرغم من كونه من بين البلدان القلائل الذي توجد فيه وزارة كهرباء؟ أم يناقش النواب كوارث القتل والتمثيل وادوار الكوباي التي عادة ما يقوم بها المراهقون وهم يطلقون أعيرة النيران في الهواء الطلق واحياناً أمام أنظار الشرطة الذين عادة ما يتصرفون بطريقة لا أبالية خوفاً من أن يجرب ذلك المراهق اطلاقته في جبهة الشرطي ويحول العملية من نظرية الى تطبيق؟!
هذه المشاكل التي لا تعد ولا تحصى لا يمكن أن تعطيها ديمقراطية ودستوراً أو برلماناً والسبب يعود الى أن نظام الديمقراطية هو نظام سياسي متقدم عادة ما يجري تطبيقه في بلد تتوفر فيه شروط الحياة العصرية المتقدمة وبذلك تتولد الثقة بين الناخب من جهة وبين النائب من جهة أخرى أما قضية الديمقراطية في العراق فتبدو (حصبة وجدري) خاصة وان هذا البلد خرج كما تنبئ (جيمس بيكر) من دائرة العصر الحديث وان عودته الى هذه الدائرة تحتاج الى توبة صادقة من الطرف المسبب (الولايات المتحدة الامريكية)، بمعنى أن تبادر الدولة العظمى الى ارجاع العراق الى دائرة العصر الحديث وتوفير كافة الشروط العصرية المطلوبة وفي مقدمتها الكهرباء وتقليص درجة الاعتماد على الحمير والحصن في عمليات النقل والمواصلات بعد توفير البانزين واشباع نهم السيارات من هذه المادة وتمكينها من السير في شوارع معبدة ونظيفة اضافة الى تمكين النائب من نقل رسالة بسيطة وعملية الى وزير الداخلية مفادها ان يؤدي سيادته مهمته على أكمل وجه وأن يقوم بقطع النزيف المستمر جراء استفحال الجريمة المنظمة والقتل الجماعي في عمال المسطر في الساحات العامة أو القيام بقطع الرؤوس على الهوية.. وما عدى ذلك كذب القائل بقيام نظام ديمقراطي في العراق فمثل هذا النظام لا يمكن أن يقام بدون كهرباء ومثل هذا النظام لا يقام بدون توفير الأمن حتى وأن كان ذلك القائل جورج بوش بلحمه ودمه.
وعلى الرغم من كثرة حديث هذا الرجل حول مثل هذه القضايا الاستعراضية الا أنه يدرك جيداً أن ما يتحدث عنه لا يمكن أن يحيا في خربة تسمى من قبيل الاستعارة بـ(البلاد) ومثل هذه الاقوال لا يمكن أن تتحقق في الوقت الذي يشغل النائب في البرلمان باله بالكهرباء في الوقت الذي ما فتئت بقية الدول المتقدمة تشغل نفسها بالبحث عن مصادر غير تقليدية لإيجاد مثل هذه الطاقة، وفي الوقت الذي اصبحت فيه مثل هذه البلاد تعالج أوضاعها الأمنية بواسطة الاجهزة الالكترونية وليس بواسطة العجلات المسرعة والتي ديدنها الصياح على مدار الساعة طا طا طوط طوط طا طا (سوي مجال رجاءً.. أنت أبو البرازيلي شوية تحرك على اليمنة) .. الخ ..الخ.