قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

تعنيف الأبوين. . مِعول يُحطم معنويات الأولاد
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة *إعداد / ايمان عبد الامير
في مجتمعات تشهد انتشار ظاهرة العنف بشكل سريع ومريع مثل المجتمع العراقي، يكون الضحية الاولى هو الطفل، لانه بدايةً يشكل الحلقة الاضعف في المجتمع، ثم انه يتميز بسرعة التأثر بالمواقف والمشاهد، لكن مع ذلك نجد في شريحة لا بأس بها في مجتمعنا إهمالاً ملحوظاً من لدن الابوين لهذا الجانب، الامر الذي يفقد الطفل اجواء الحنان والمحبة والدفء في الوسط العائلي.
(بلطجة) داخل البيت!
وإن كنا لانسمع إلا القليل عن الندوات والمؤتمرات بخصوص العنف الاسري ضد الطفل، فهذا لا يمنع من متابعة ندوة عقدتها منظمة (ايسما برازيل) البرازيلية الاجتماعية بهذا الشأن تحت عنوان (تشدد الأبوين هو أكثر مايغيظ الأولاد)، وفي هذه الندوة أكد الخبراء وعلماء الاجتماع المشاركين بأنه عندما يظهر المدرسون في المدارس والآباء في البيوت تشددا في التعامل مع الأولاد والتلاميذ ينبغي أن يدركوا بأنهم لايربون الصغار بشكل صحيح، لأن التشدد في مطالبة الصغار بأمور هم مجبرون على القيام بها دون مناقشة يولد توترا كبيرا لديهم يصل الى حد شعورهم بأن هناك بلطجة ضدهم في المدرسة وفي البيت.
وأضاف الخبراء بأن مبالغة الآباء في اهانة أولادهم أو تخويفهم وارعابهم نفسيا أو جسديا انما هم يقدمون الوصفة المثالية لنشوء جيل منحرف ومنغلق على نفسه. وأوضح الخبراء بأنه في أيامنا هذه يواجه الأولاد بلطجة في المدارس يمارسها عليهم من هم أقوى منهم جسديا دون أن تتمكن ادارات الكثير من المدارس التخلص من هذه الظاهرة.
وانطلاقا من واقع أن الكثيرين من ضحايا البلطجة يخجلون من الحديث عما يتعرضون له فانهم يصبحون أكثر حساسية ازاء تشدد المدرس في المدرسة والأبوين في المنزل. وأكد خبراء اجتماعيون برازيليون بأن استطلاعات للرأي أجروها مع خمسة آلاف طفل تتراوح أعمارهم بين السابعة والثالثة عشر أظهرت بأن نسبة ثمانية وستين بالمائة من الأولاد يعتبرون تشدد الوالدين المفرط في البيت أكبر وقعا على نفسياتهم من البلطجة التي يتعرضون لها في المدارس.
آباء يعاقبون دون وجه حق
وقال الخبراء ان الطفل الذي يتعرض للبلطجة في المدرسة يتوقع أن يجد جوا من الاحترام له في البيت ينسيه تلك البلطجة ولكن الذي يحدث هو أن بعض الآباء يعاقبون أولادهم لأنهم تعرضوا للبلطجة في المدرسة ويقولون لهم بأنهم تعرضوا لهذه البلطجة لأنهم ضعفاء دون أدنى تفكير بسوء أخلاق من يمارسون البلطجة ضد أولادهم.
وأضاف الخبراء بأن الأولاد يشعرون بأن العقوبة التي يمارسها آباؤهم ضدهم في البيت ليست محقة. فبالاضافة الى الاهانة التي شعروا بها بسبب بلطجة البعض وتشدد المدرسين في المدرسة فهم يشعرون باهانة أكبر عندما لايجدون تفهما لرغباتهم وسلوكياتهم من قبل الوالدين في البيت.
في مداخلة هامة لاحدى الحاضرات وهي تشغل منصب رئيسة منظمة (ايسما – برازيل) أوضحت بأنه في كثير من الأحيان لايدرك الأبوان وقع انتقاد يعتقدان بأنه بسيط ضد أولادهما، لكنهما يجدان فيما بعد تغيرا جذريا في سلوك أولادهما دون معرفة السبب. فانتقاد الابن أو الابنة بالقول: "انك لاتنفع في شيء" قد يبدو بسيطا في الظاهر، ولكنه محبط ومدمر للولد من الداخل. فالأبوان اللذان يعتبران المثل الأعلى للأبناء عندما يتفوهان بمثل هذا الانتقاد يشعر الأبناء بأن الدنيا قد أصبحت غابة كثيفة مليئة بالوحوش التي تريد النيل منهم.
وأضافت السيدة (آنا ماريا) بأن رسم حدود لسلوكيات الأولاد وتصرفاتهم لايأتي عبر التشدد لأن التشدد يقع خارج اطار خارطة رسم الحدود. كما أن وضع الحدود يتم طبقا لشخصية كل طفل على حدة. فهناك من يقبل عدم ارتكاب الأخطاء اذا كان الأبوان يعطيان مثلا جيدا لهم وهناك من يتقبل الابتعاد عن ارتكاب الأخطاء عبر تهديدات مبطنة من الأبوين بأنهما لن يتحملا مسؤولية أخطاء أولادهم الا اذا كانوا على حق.
وضربت مثالا على ذلك بالقول ان الولد الذي يخطأ في عمل واجباته الدراسية في المنزل يجب أن يتلقى المساعدة من الأبوين لحل هذه الواجبات. ومن الخطأ أن يجزم الأبوان بأن كل الواجبات التي كتبها الولد خاطئة ومعيبة. وقالت ان المساعدة التي يقدمها الأبوان لحل الواجبات المنزلية لأولادهما في المنزل يمكن أن يصاحبها أسلوب ينم عن تنبيهات منهما بأنهما لن يساعدانه في المرة القادمة في نفس الموضوع الذي أخطأ فيه. هذا الأسلوب يساعد على افهام الابن أو الابنة على ضرورة محاولة الاعتماد على النفس في المرات القادمة.