قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
لسلامتك
التدخين.. الخطر المُموّه
إعداد محمد قاسم
تدخين التبغ بجميع أنواعه يُعد من العادات الإدمانية ذات التأثير السلبي، ويُعد آفة حضارية كريهة تُنزل بالانسان الامراض والعلل، فتؤثر على الغدد اللمفاوية والنخامية والمراكز العصبية وغيرها من أعضاء جسم الإنسان، ومن الخطأ الشائع بأن النرجيلة هي أقل خطورة من السيكارة بينما لا فرق من ناحية التأثير بين دخان السكائر ودخان النرجيلة بل أن نرجيلة واحدة تُعادل (10) سكائر.
معسل النرجيلة
قسم كبير من الشباب، وحتى بعض الأهل، يعتقدون بأن هذه الخلطة التي تسمى "معسل النرجيلة" تحتوي على الفواكه والسكر أو العسل، وبأنها غير مضرة بالصحة، أحد أسباب تعزيز هذه الفكرة الخاطئة هو اسم تبغ النرجيلة، "معسل"، فضلاً عن الرائحة الذكية التي تفوح من هذه المادة، وفي الحقيقة أن هذه الخلطة تحتوي على التبغ بكل ما تحتويه هذه الكلمة من معنى، وعلى دبس السكر مولاس السائل الذي يتبقى بعد تكرير السكر ومنكهّات ومواد حافظة.
الدخان الصادر عن تبغ النرجيلة
في اطار هذا البحث قام الباحثون ببناء آلة مخصصة لفحص الدخان الصادر عن النرجيلة وتبيّن نتائج هذا البحث بأن هذا الدخان يحتوي على كميات كبيرة من القطران، فضلاً عن النيكوتين والمعادن الثقيلة وبالمقارنة مع الدخان الناتج عن سيجارة واحدة، تبين ايضا وجود كمية كبيرة من المواد السامة التي تؤدي الى الاصابة بالسرطان، مثل الزرنيخ، والكروم، والرصاص، ومما يؤكد على أن النرجيلة تتسبب في أضرار جسيمة كبيرة، وهناك دراسة أخرى أجريت في أحد المراكز الطبية تؤكد على ان المدخنين يستنشقون أول أكسيد الكربون CO وهو غاز سام يؤثر على عملية تزويد أجهزة الجسم المختلفة بالأوكسجين، ويؤثر سلباً على لياقة الجسم ويزيد من خطر الاصابة بأمراض القلب ولم يلحظ الباحثون أي فرق في كمية أول اكسيد الكربون بين النرجيلة المزودة بفلتر وتلك التي لا يتوفر فيها فلتر الا أنه تبين بأن النرجيلة ذات الحجم الصغير هي أكثر خطورة من النرجيلة الكبيرة، وذلك لان الدخان يتركز بشكل اكبر في النرجيلة صغيرة الحجم، والنتيجة التي توصل اليها الباحثون هي أن خطر استنشاق أول أكسيد الكربون الناتج عن النرجيلة هو نفس الخطر الناتج عن تدخين السجائر.
تدخين النرجيلة يتسبب بنفس الأضرار التي يتسبب بها تدخين السجائر من المتعارف عليه بان دخان التبغ يحتوي على مواد سامة تؤدي الى الإصابة بأمراض السرطان المختلفة، وامراض القلب والاوعية الدموية، وامراض الرئة المزمنة، ويؤثر سلبا عل القدرة الجسمية والجنسية، ويؤدي الى الترهل المبكر للجلد، وغيرها وكما هو معروف، فان التبغ يحترق في النرجيلة ايضا مسببا اضرارا صحية جمة وقد بينت الأبحاث بأن تدخين النرجيلة يزيد من خطر الاصابة بسرطان الشفاه وبسرطان الفم، وسرطان المسالك البولية عند المدخنين ومن بينهم مدخنو النرجيلة.
وهنالك ايضا ظاهرة أمراض الجلد ومنها ما يطلق عليه اسم أكزيما مدخني النرجيلة، والتي تظهر على الاصابع التي يمسك بها المدخن أنبوب النرجيلة وكما ذكر فان تبلغ النرجيلة يحتوي على مادة النيكوتين التي تؤدي الى الادمان ان تعرض الجسم للمواد المضرة عند تدخين النرجيلة يدوم فترة طويلة، وذلك بسبب أن تدخين نفس نرجيلة واحدة قد يستمر 45 دقيقة وربما أكثر.
الماء الموجود في النرجيلة لا يعمل على تنقية أو تخفيف خطر المواد الضارة
حقيقة مضللة أخرى في ما يتعلق بالنرجيلة، تقول بأن دخان النرجيلة أقل ضررا لأنه "يصفى" أو "يخفض" عن طريق الماء كون هذا الدخان يمر من خلال الماء قد يخفف من الشعور بالحرقة التي يسببها تدخين السيجارة، الا انها لا تبطل مفعول المواد اضارة وعملية امتصاص الجسم له، والتي تبدأ في الفم.
النرجيلة تنقل الأمراض المعدية
بعض المدخنين يفضلون التدخين بشكل جماعي مع الاصحاب، بالاضافة الى تدخين النرجيلة في الأماكن العامة مثل المقاهي والمراقص، في هذه الحالات يشترك المدخنون في نرجيلة واحدة ويتناقلون فوهة التدخين من فم الى فم، مما يؤدي الى انتقال الأمراض المعدية عن طريق اللعاب، بداية من الرشح والانفلونزا، ومرورا بمرض القوباء الجنسي، بالاضافة الى مرض السل كما أن البعض يضيف الى النرجيلة مواد أخرى مضرة بالصحة، مثل المخدرات وبعضهم الآخر يستبدل الماء الموجود في القارورة بالكحول المسكرة التي من شأنها ان تزيد من تأثيرها السلبي على الجسم هذا الأمر خطيراً خطيراً جداً عندما لا يكون للشخص المدخن سيطرة على المواد التي تضاف للنرجيلة حتى أنه يجهل ما هي المادة التي قام باستنشاقها داخل جسمه، والتي قد تتسبب في فقدانه للوعي في بعض الحالات.
تدخين النرجيلة يؤثر على الجنين
وفي دراسة أجريت على النساء الحوامل في لبنان، تبيّن بأن تدخين النرجيلة له تأثير سلبي على وزن المولود، مثله مثل التدخين العادي وتبين كذلك بان خطر ولادة طفل ناقص الوزن هي اكبر لدى النساء الحوامل المدخّنات منه عند النساء غير المدخّنات ويزداد التأثير بشكل ملموس عند النساء اللواتي بدأن بتدخين النرجيلة في الأشهر الثلاثة الأول من الحمل وتبين أيضا بأن تأثير تدخين النرجيلة على المولود يمتد الى مرحلة ما بعد الولادة ويؤدي الى اصابته بضيق في التنفس.