قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
(ملتقى القرآن الكريم) في (سيهات) شرق السعودية
ينبوع للثقافة القرآنية وإضاءات للفكر والسلوك
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة *إعداد / زكي الناصر
بمبادرة نخبة من علماء الدين المختصين في الفكر القرآني في المنطقة الشرقية من السعودية، وايماناً منهم بضرورة تأصيل الفكر القرآني في الحياة، تأسس (ملتقى القرآن الكريم) في مدينة سيهات التابعة لمحافظة القطيف عام 1424هـ .
هذه المؤسسة تُعد تظاهرة فكرية - قرآنية كل عام تتمثل في عقد مؤتمر قرآني يومي السادس عشر والسابع عشر من شهر رمضان المبارك، يتم من خلالها تناول القضايا الحضارية التي تحفل بها الساحة الاسلامية، وذلك استناداً للنظرية القرآنية، وبمشاركة العديد من الباحثين في مضمار القرآن الكريم، كما يقوم الملتقى بطباعة الدراسات التي يتناولها كل مؤتمر و توزيعها على المهتمين بالشأن القرآني بشكل خاص، والثقافي بشكل عام، كما يتم ارسالها لمراكز الابحاث داخل السعودية وخارجها. وتهدف هذه المؤتمرات الى:
1- تحويل الملتقيات القرآنية الى مؤسسات تُعنى بشؤون القرآن الكريم وعلومه، مع تلاوة وتجويد وحفظ وتدبر وتفسير.
2- تأسيس معاهد قرآنية، وتشجيع الدراسات الجادة لتوضيح مفاهيم القرآن الكريم مع نشرها ودعمها بمخلتف الوسائل.
3- تشجيع وحثّ الناشرين على تبني وطباعة ونشر المؤلفات القرآنية.
4- إعداد مناهج تربوية تعالج قضايانا على ضوء القرآن الكريم.
وانطلاقاً من كون القرآن الكريم كتاب هداية وصلاح وحياة، فان ملتقى القرآن الكريم بسيهات يدعو لأن يكون الكتاب المجيد حاضراً في كل نواحي الحياة الاجتماعية والفكرية والثقافية والسياسية، وان يكون سبباً لقيام الامة ونهوضها وازدهارها، من خلال الاستهداء بالقيم التي بثها القرآن الكريم بين ثنايا آياته، والتوسل بمنهج القرآن الكريم والثقلين في الانطلاق بفهم أعمق وأرحب لكتاب الله في منأى عن التصورات والمناهج البشرية، ومن ثم المضي باتجاه ايجاد الحلول الناجعة لقضايا الامة الحضارية.
أما اهداف ملتقى القرآن الكريم فيمكن الاشارة اليها فيما يلي:
1- العمل على إشاعة الثقافة الاصيلة السمتمدة من كتاب الله المنزّل عبر الوسائل المختلفة.
2- العمل على رفد الساحة الاسلامية بالكوادر القرآنية الكفوءة والمتخصصة في حل المشكلات التي تواجه المجتمعات الاسلامية.
3- الاسهام في تقديم مقاربات فكرية ناجعة، تستند الى النظرية القرآنية في حل المشكلات التي تواجه المجتمعات الاسلامية.
4- اعداد جيل واعد يتفاعل مع القرآن الكريم على كافة المستويات ويكون ركيزة لمجتمع ناهض و واع.
5- السعي نحو ابراز الانشطة القرآنية لاتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام إينما وجدت.
ويقيم الملتقى باستمرار دورات ومؤتمرات قرآنية على مدار السنة لبحث ومناقشة الموضوعات القرآنية. ويقدم فرصة للعديد من الباحثين وعلماء الدين لأن يدلو بدلوهم في هذا الشأن، وقد طبع الملتقى كتباً وكراسات تضم البحوث والدراسات التي نوقشت في الملتقيات المنعقدة كل عام.
وللمرأة الرسالية دورها
كما سبقت الاشارة الى ان الملتقى يحمل رسالة تكريس الفكر القرآني في الحياة لاسيما الحياة الاجتماعية، كان لابد من حضور المرأة في هذا المضمار. وبما ان للاخوات المؤمنات في المنطقة الشرقية بالسعودية حضوراً فاعلاً ومشهوداً في الساحة الثقافية والاعلامية، فانها حملت على عاتقها جزءاً كبيراً من مهمة الملتقى نحو تحقيق اهدافه السامية، وتمثل هذا الحضور والنشاط في تشكيل (دوحة القرآن الكريم) و (المعهد القرآني). وتهتم (الدوحة) بالفعاليات الاجتماعية ونشر العلوم والثقافة القرآنية في اوساط المجتمع من خلال برامج صيفية سنوية يتضمن دروسا قرآنية ودينية وثقافية وترفيهية متنوعة وينطلق في مدينة سيهات كل عام في 23 من شهر رجب المرجب. وتقول السيدة (أم حسن الصيهود) مسؤولة مركز الدوحة: هناك برامج تعليم الصلاة لتلاميذ الصف الاول والثاني والثالث الابتدائي، الى جانب تعلم السور القرآنية والعقائد المبسطة والاذكار والادعية وتعلم اللغة الانجليزية، كما يتضمن البرنامج دروسا قرآنية للفتيات في الصف الرابع والخامس والسادس الابتدائي، ودروسا في العقائد والفقه واللغة الانجليزية والمهارات اليدوية. ولمرحلة المتوسطة والثانوية وما فوق، فتشير السيد (أم حسن الصيهود) الى دروس بكيفية الانضمام الى انصار الامام الحجة المتنظر عجل الله فرجه، الى جانب دروس في العقائد والفقه وسيرة أهل البيت عليهم السلام.
وقد بادرت الاخوات المؤمنات في (الدوحة) الى اصدار نشرة خبرية بعنوان (رسالة الدوحة) تتضمن نشاطات الدوحة والمستجدات في الشأن القرآني.
أما المعهد القرآني التابع للملتقى في سيهات فانه ينشط بالدرجة الاولى في الدراسة لمدة اربع سنوات لكل مايتعلق بالعلوم القرآنية. وتتخرج الطالبة نحو أحد الاختصاصات الثلاثة:
الاول: البحوث والدراسات ، وله مركز أثمر حتى الان عن اصدار ثلاثة أعداد من مجلة (مزن) القرآنية واصدارات اخرى.
الثاني: المركز الاعلامي الذي أسس وكالة مزن الاخبارية على (الانترنت) كما أسس موقع (معارف مزن) المتخصص بالشؤون القرآنية.
الثالث: التلاوة والتجويد، وتتخرج المنتمية من هذا المركز إما حافظة للقرآن الكريم وإما مدرسة لعلوم القرآن الكريم.
جدير بالذكر فان ملتقى القرآن الكريم في سيهات ومؤسساته، تقيم علاقات التعاون والتواصل مع سائر المراكز القرآنية في المنطقة الشرقية لاسيما في محافظة القطيف التي تضم مدناً مهمة وناشطة مثل الأوجام والعوامية وغيرها.