قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

قصيدة بحق أبي الفضل العباس سلام الله عليه
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة شظايا المشرعة*
*هيثم الموسوي
(الصدور)
لَمْلِم شظايا الفجرِ عندَ المشرعة
وازْرعْ عيونَك بالدماءِ بكربــلا
هذي بقايا صرخةٍ في ادمـــــعٍ
وجعٌ ينوءُ به الترابُ ومذْ هوى
سالتْ به كلُّ الوجوهِ على الثرى
تَتَنكبُ الاكوانُ فيه لفــــــــــارسٍ
هذا ابو الفضلِ الذي بيمينـــــــهِ
يغْفو على عَطَشِ المياهِ ويشتكي
وبجنبهِ قِرَبٌ تَئنُّ بِكفِّـــــــــــــــهِ
تَحبو على اشلائِها بِتَكسـُّــــــــــرٍ
ظلَّتْ تطوفُ بمائِها في قبـــــــــرِهِ
للآنَ توتدُ رأسَها عند الظَمـــا
للآنَ ثارُكَ في يديك مُكَبــَّـــــــلٌ
في نبْضِها أُفُقٌ يُرتِّلُ شمسَــــــــهُ
تَتَدحْرَجُ الاسماعُ فيكَ فتنطــــوي
وتُرَفرِفُ الاقدارُ فيك بأنْجُمٍ
قدْ غادروا في كربلاءَ رؤوسَهمْ
الارضُ تُمْسِكُ قبضةً في جوفِها
تهوي على نَصْلٍ به عينٌ لهـــا
ولواؤها بين الملائِكِ يلتـــــــوي
وهوى على ظمأ العيالِ كفيلُها
ترَكَ النَّهارَ يغوصُ في سَكَراتِهم
لا زالَ يربو في دِماءِ توجِّعٍ
عباسُ يا قَمَرَ العَشيرةِ كيفَ لي
في قبةٍ تتأوهُ الافلاكُ فــــــــي
تمشي المياهُ على دَبيبِ ظلامِهِ
يا طالباً ثاراً له بغيابــــــــــــــةٍ
دوامةٌ تلك الرؤوسُ على القنا
يذوي بها حرُ الحديدِ بجبهـــــةٍ
تَتَرقبُ الاصواتَ صوبَ سمائِها
(العجوز)
واجْعَـــــلْ جبينك فوقَ كفِك منْبَعَــهْ
إنْ جفَّ نبضُ الماءِ فيك فمُتْ معــهْ
سُمِلَتْ على غُصَصٍ بهِ كي تجرَعهْ
ليلٌ يُقضْقِضُ بالندامةِ اضلعَــــــــــهْ
وغدتْ بهِ نبضاتُها مُتضعْضِعـــــــهْ
ضاقتْ بهِ الازمانُ منْ أنْ تذْرَعَــهْ
ظمأٌ وفي عينيه نارٌ مترعـــــــــــهْ
سهماً أَراقَ الماءَ وسْطَ المعمعــــــهْ
اوصالُها بِفَمِ الفضاءِ موزَّعـــــــــهْ
لكنَّ مصْرَعَها يجاورُ مصْرَعَــــــهْ
للآنَ توثِقُ صبرَها بالمشرعـــــــــهْ
فوقَ الغمامِ على عيونٍ مُسرِعـــــــهْ
لهفي على تلك اليدينِ مُقطَّعـــــــــــهْ
ويَجُزُّ اهدابَ القلوبِ بأربعـــــــــــــهْ
وتغيبُ في شَفَقٍ به كي تسمعــــهْ
صُلِبَتْ على ظِل السُرى. ...مُتَفَجِّعهْ
وطووا على جَسَدِ الهوادةِ أشْرِعـــــهْ
وجُذُورُها منْ شِلْوِها مُتَفَرِّعــــــــــهْ
ولِحاظُها منْ غيِّهِمْ مُتَقنِّعـــــهْ
منْ فرْطِ أظْفـــــــارٍ به مُتجمِّعــــــهْ
في غفلةٍ منْ جَمعِهمْ مُتَجَرِّعـــــــــهْ
وشُموسُهُ بوريدهِ مُتدفِّعـــــهْ
أَسَفاً على تلك الدما مُتَوجِّعـــهْ
في مجدكَ المشنوقِ منْ انْ أرفَعَهْ
عتباتها وتضيقُ فيك بلا سِعـــــــهْ
حتى إذا ثارٌ سيتْرُكُ مِخْدَعـــــــــهْ
هذي دماؤكَ بالرماحِ مُلعْلِــــعهْ
أنفاسُها فوقَ الرياحِ مُصدَّعـــــــهْ
بتراءَ حرَ هجيرِها مُتَلفِّعـــــــــــهْ
وسماؤها فوقَ الرمالِ مُبضَّعـــــهْ
ـــــــــــــــــــــ
*القصيدة الفائزة بالمركز السادس في مسابقة الجود العالمية