قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

الكلمة الطيبة شجرة مثمرة في النفوس
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة *السيد سجاد المدرسي
كثيراً ما نجد ان الناس يسعون لزراعة الاشجار المثمرة في حدائق بيوتهم او في مزارعهم لكي يستفيدوا من ثمرها اللذيذ، ولكن قليلاً ما نجد من يزرع احد شجرة في قلب الاخرين! لكن هل يمكن ذلك؟
نعم... ان ذلك ممكن، بل وانه اسهل من زراعة شجرة التفاح في فناء دارك، اذ ان شجرة التفاح بحاجة الى السقاية الدائمة والمواظبة المستمرة والانتظار الطويل لتنمو في الفصل المعين ، في حين ان زراعة هذه الشجرة لا تحتاج إلا الى الكلمة الطيبة، ومن بعد ذلك فان الثمار تتساقط كل حين.
الا ترى كيف ان ملايين البشر اهتدوا بالكلمة الطيبة من رسول الله صلى الله عليه وآله، حتى جاءه المدح والثناء من السماء في الآية الكريمة: "وإنك لعلى خلقٍ عظيم" ، فكلماته الطيبة، واخلاقه الحسنة، زرعت في قلوب الناس بذرة الخير والمحبة والتعاون، فتنامت شيئاً فشيئاً حتى وصلت الى ما نراه اليوم.
الا ترى كيف ان الكلمة الطيبة التي يقولها الامام الحسن المجتبى لذلك الرجل تحوله من عدو ناصبي، الى صديق حميم، حين قال له الامام عليه السلام بعد شتم الرجل اياه ولأبيه أمير المؤمنين: لعلك غريب في هذه البلدة، فاذا شئت اطعمناك واذا شئت آويناك، واذا اردت كسوناك...
الا ترى كيف ان الكلمة الطيبة تضاهي التصدق بالمال في سبيل الله في الاجر والفضل، حيث يقول النبي الاكرم صلى الله عليه واله لأبي ذر: (يا ابا ذر الكلمة الطيبة صدقة)، بل ان الكلمة هذه تكون خير من الصدقة في بعض الاحيان، حيث يقول تبارك وتعالى: "قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها اذى والله غني حميد".
وبكلمة واحدة يمكنك كسب عشرات الاصدقاء، الذين يهبون لنصرتك متى احتجت اليهم، الشيء الذي لا يمكن ان تحصل عليه لو انفقت الملايين.
وبكلمة واحدة يمكنك ان تنقذ العشرات من الهالكين الذين استوجبوا النار، وذلك بهدايتهم و اعادتهم الى الصراط المستقيم، بل وان كل حسنة يكتسبها المهتدي فان لك مثل ذلك اجر وثواب، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه واله: (من سنّ في الاسلام سنّة حسنة كان له أجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة)، فترى ان رصيدك من الحسنات يزداد من دون ان تعرف انت، حتى بعد موتك فان الحسنات تكتب لك كما تكتب لعاملها.
وبكلمة واحدة يمكنك ان تتقي شر العدو اللدود الذي لو سُلّطَ عليك لفتك بك، واذا به يتحول الى صديق حميم كأن لم تكن بينكم بالامس عداوة، أو على اقل التقادير يتحول الى محايد.
يقول تعالى: "الم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء* تؤتي اكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون".