قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
من المواقف الخالدة
الحلم ... والطريق إلى الله
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة ورد في كتاب (آثار الحجة) عن المرحوم الشيخ مهدي القمي احد ابرز علماء الدين في قم المقدسة، أنه أراد العودة من مدينة إصفهان، فتوجه الى حافلة نقل الركاب، لكن السائق منعه من الصعود على متن الحافلة، وكان شديد البغض للعلماء ولكنه وافق على مضض بعد إلحاح الناس عليه.
في أثناء الطريق عطبت عجلة الحافلة، فاستغل السائق هذه الفرصة وراح يكيل الشتائم للشيخ أمام الركاب، وكان يقول لهم: ألم أقل لكم بأن هؤلاء الشيوخ هم مصدر بلاء وعذاب!!
وبينما كان السائق منهمكاً في إصلاح العجلة وهو يواصل قذف السباب والشتائم للشيخ مهدي، شعر بالحاجة إلى قضاء حاجته فتوجه سريعاً إلى خلوة خلف ربوة ترابية وسط الصحراء، وفجأة بدأ يصرخ: النجدة يا ناس... إلحقوني! آه...!
أسرع الركاب إليه فوجدوا ثعبان قد لسعه في قدمه، ولما كان السائق يعرف أن ما أصابه هو جزاء إساءته إلى الشيخ وأنه سوف يموت على أثر سمّ الثعبان في تلك الصحراء، أخذ يقول وهو يتألم: قولوا للشيخ أن يسامحني ويبرأ ذمتي فقد أخطأت في حقه.
جاءوا وأخبروا الشيخ بالموضوع، فقال الشيخ لقد عفوت عنه، عليّ به. فجاءوا به إليه وهو يتألم بشدة وعليه آثار الخجل من الشيخ، فوضع الشيخ مهدي إصبعه على موضع لسعة الحية فخرج السم منه وسكن الألم واستكان السائق المصاب وهدأ.
وبطريقة أشبه بالاعجاز وهب الشيخ مهدي القمي (رحمه الله) الحياة الى ذلك السائق المسيئ حيث أنقذه من الموت المحقق، ومذاك اصبح الشيخ من أودائه المخلصين، تائباً إلى الله تعالى من السلوك المنحرف والأفكار الفاسدة ضد علماء الدين الصالحين.
وقد عُرف الشيخ مهدي القمي بين أكابر علماء قم المقدسة بكراماته ومقامه المعنوي الرفيع، فقد شاهدوا منه مراراً أنه يضع إصبعه أو خاتمه موضع لسعة العقرب أو الثعبان فيبرأ الملسوع فوراً ويذهب الألم ويشفى المصاب.
هذه القصة تؤكد لنا خطورة التطاول على العلماء وعاقبة هكذا سلوك على دنيا الانسان وآخرته، ففي هذه الواقعة المعبّرة، كان ذلك السائق محظوظاً بان أدرك الشيخ وبرأ ذمته منه، لكن ما بال أولئك الذين لم يألوا جهداً في كيل التهم والافتراءات على علماء الدين، ومن هؤلاء العلماء من وافته المنية ورحل عن هذه الدنيا وفي سجل حسابه أنه مظلوم ومطعون، وعلى الظالم والمعتدي أن يجيب ليس في الدنيا وإنما في الآخرة! وهو الموقف الذي لايمكن أن يتصوره الانسان حيث أمامه نار جهنم التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين.