قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

القرآن الكريم يقدم للبشرية علاجاً للاباحية الجنسية
*إعداد / زكي الناصر
رغم الهمسات والملاحظات الخافتة هنا وهناك في الغرب حول خطورة التسيّب الجنسي، والتذكير بالآثار السلبية لفقدان القيود عن مختلف الممارسات الجنسية، يتواصل الترغيب والاشاعة المنظمة للثقافة الجنسية المشاعة بين افراد المجتمع في معظم بلاد الغرب، وهي الثقافة التي تعود الى الافراز السيئ للثورة الفرنسية عام 1789 والتي جاءت للبشرية بسنّة سيئة وقبيحة وهي الاباحية الجنسية تحت شعار (الحرية الفردية) ضمن بنود (حقوق الانسان). وقد استفادت الدول الطامحة نحو التقدم الاقتصادي والسياسي، عندما جعلت الفرد لديها لا يشعر بالملل واليأس والاحباط، إنما يفكر دائماً بالعمل والانتاج وجني المال.
لكن هذه الثقافة جرت الويلات على من يحملها، فقد انفجرت قنبلة (الايدز) في اواسط الثمانينات، وهي كانت بالحقيقة مخبأة خلف واجهة عريضة من الدعاية البراقة للاباحية طيلة القرن الماضي، حتى لايعرف الانسان حجم الامراض الخطيرة الناشئة من الاباحية الجنسية. كل ذلك يعود الى السبب الرئيسي هو فقدان الوازع الديني والاخلاقي، وربما لم يجد علماء ومفكروا الغرب بداً من هذا الحل للغريزة الجنسية مع افتقادهم نهائياّ للتعاليم الدينية التي تنظم هذه الغريزة وتعلم الانسان كيفية التعامل معها كما هي غريزة الاكل والشرب وغيرها من الغرائز الطبيعية لدى الانسان.
منذ فترة ليست بالقصيرة والمجتمعات الغربية تعاني من الآثار السلبية لما خلفه لهم علماؤهم ومفكروهم، فالزنا والشذوذ الجنسي وإدمان المشاهد الاباحية، أوجدت حالات مرضية خطيرة على صحة الانسان البدنية وعلى سلامة المجتمع بشكل عام، فاضافة الى الامراض الشائعة والمعروفة والتي بدأت تتسلل حتى الى بلادنا الاسلامية، هنالك التفكك الاسري بسبب عدم وجود ضوابط والتزامات بين افراد الاسرة الواحدة. وهذا ما جعل اصوات المطالبة بالاصلاح والتغيير ترتفع في بعض الدول منها الولايات المتحدة الامريكية رغم انها معروفة كأول بلد في العالم يحترم حقوق الانسان ويضمن الحرية الفردية للانسان، ولعل هذا ما جعلها تكون عرضة اكثر من غيرها لمساوئ الاباحية الجنسية. فقد تزايدت حالات الانتحار والخيانة الزوجية وقتل الاطفال الرضع، وهذه الجرائم والانحرافات يكون ابطالها على الاغلب من الشباب، بين سن الخامسة عشر والعشرين عاماً.
من هنا بادرت ادارة التعليم في مدينة نيويورك مؤخراً الى نشر تعليمات جديدة تدعو التلاميذ من المراهقين للابتعاد عن الممارسة الجنسية، علماً ان التعليم الجنسي يُعد من المناهج الاساسية في امريكا ومعظم بلاد الغرب، وهذا بحد ذاته يعد اهم عامل لتحفيز المراهق والمراهقة على الممارسة الجنسية، ويبدو ان التعليم في الغرب غفل عن ان دروسه النظرية في هذا المجال ستأخذ طريقها الى الدروس العملية...!! وجاء ان إدارة التعليم بنيويورك، (تؤكد على أن البرنامج يبدأ بالتعليم الجنسي في المرحلة المتوسطة، وأنه يوفر تعليمات معمقة وتواصل تعليم "مقرر الامتناع عن الجنس"). ويقول المستشار بإدارة تعليم نيويورك، دينيس والكوت: إن مقرر الامتناع عن الجنس يعتبر جزءاً مهماً من منهاج التعليم الجنسي ككل. ولكن "لدينا مسؤولية أيضا بضمان أن يفهم المراهقون، الذين يرغبون بممارسة الجنس، العواقب المحتملة لتصرفاتهم". وحسب المصادر فان إدارة التعليم في نيويورك ستعمل على فرض التعليم الجنسي على كل المدارس بحلول ربيع عام 2012.
ويقول عمدة نيويورك، (مايكل بلومبيرغ): "لدينا مسؤولية، عندما تكون لديك نسبة ولادات عالية ومعدلات أمراض جنسية منقولة عالية، مثل ما لدينا في المدينة، ينبغي عليك أن تحاول القيام بشيء ما.. العار علينا إن لم نفعل شيئاً".
وحسب التقارير الواردة فان مقررات التربية الجنسية في الولايات المتحدة الأمريكية تتضمن موضوعين أساسيين:
1- الامتناع عن ممارسة الجنس واستبداله بالزواج. أي أن العلماء وضعوا تعليمات مشددة بعدم ممارسة الزنا.
2- تعريف الطلاب بمساوئ الزنا والمشاكل الاجتماعية الكثيرة التي يسببها والأمراض التي تصيب من يتبع هذا الطريق.
أمام كل هذا التخبط والضياع في بلد يعتد بنفسه ليس فقط سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، انما ثقافياً ايضاً، نجد الاسلام يقف شامخاً امام كل الادعاءات الكاذبة والمزيفة بحماية حقوق الانسان وتلبية حاجاته الاساسية. فهذا القرآن الكريم وسنة اهل البيت عليهم السلام، يضعون لنا وللبشرية جمعاء حلاً اساسياً لاشباع الغريزة الجنسية، بحيث تتحول هذه الغريزة ليس فقط لخلق المتعة واللذة، وانما لبناء المجتمع وتحقيق مصالح الانسان في الحياة. انه الزواج...
طبعاً الى جانب الآيات الكريمة التي وردت في القرآن الكريم في الحثّ على الزواج وبناء الاسرة، حذر الكتاب المجيد من عواقب (الزنا) كما شرّع له عقوبة لمن يرتكب هذه الجريمة بحق نفسه وبحق المجتمع لتكون رادعاً وعبرة للغير.
لنقرأ الآية الكريمة: "وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم إن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله"، انه امر صريح ودعوة لممارسة الجنس في ظل التعاليم الدينية والقيم الاخلاقية، بل واكثر من ذلك، فان الله تعالى يعد من يلبي هذه الدعوة بالعطاء والغنى من لدنه تعالى، وهذه بالحقيقة تعد سابقة في كل الديانات والشرائع التي عرفتها البشرية، بمعنى ان ممارسة الجنس من خلال الزواج في الاسلام يحول الانسان من فقير الى غني، وهذه المسألة بالحقيقة بحاجة الى بحث طويل ومفصّل، فهي غير مفهومة وصعبة الاستيعاب على من تشبعوا بالنظريات الاقتصادية المادية والحياة البعيدة عن الدين والاخلاق. لكنها سهلة وبسيطة للغاية لمن يؤمن بالله واليوم الآخر ويتوكل عليه تعالى، لا على غيره.