قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
هكذا يريد البنتاغون المنطقة الخضراء
اضخم سفارة وسط اجواء مُسلية واستثمارية و: مرحبا بكم في (المنطقة الدولية !؟)
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة بغداد ـ علي اسماعيل:
من يرى ويسمع ويقرأ عن الخطط الامريكية لتحويل ماتسمى بـ(المنطقة الخضراء) وسط بغداد، الى منتجعات وفنادق فخمة ومسابح على ضفاف دجلة، تتوسطها اضخم سفارة امريكية في العالم (من حيث المساحة والكلفة وعدد العاملين فيها)، قد يصاب بالدهشة من سعي الادارة الامريكية لجلب(السعادة والترفيه) للمواطن العراقي الذي لايزال وكأنه يدور في حلقة مفرغة من المعاناة والهموم اليومية في سعيه من اجل تحسين اوضاعه والحلم بالحصول على قدر مقبول او الحد الادنى من الخدمات الاساسية كالكهرباء والماء النقي والعلاج و.. راحة البال..
لكن كثيرين ممن (لايحسنون الظن بالعم سام) لاينظرون للأمر على انه (صحوة ضمير) امريكية على غرار(صحوات العراق) التي حرصوا على تأسيسها ودعمها منذ اكثر من عام، وربما يرون بخطط البنتاغون لـ(الخضراء) او (المنطقة الدولية ؟!) وهو مصطلح ملتبس ومثير بات يستخدمه بعضهم، على انها اشارة على تخطيط واضح للبقاء في العراق الى امد لايعلم الا الله و(الراسخون في المنطقة الخضراء) مداه، حيث ربما يستمر لـ(قرون) كما قال قبل ايام آدم ارلي المتحدث السابق بأسم وزارة الخارجية الامريكية وسفير واشنطن الحالي في البحرين. وايرلي هذا بطبيعة الحال ممن يعرفون قدراً كبيراً من المعلومات بشأن العراق بوصفه يعمل حيث القاعدة الامريكية الرئيسة في المنطقة، وهو ايضا من المتوقع أن يشغل مستقبلا منصب المسؤول الاعلامي في السفارة الامريكية في الخضراء الدولية !، حيث تخطط وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لتحويل المنطقة المحاطة بإجراءات أمنية مشددة ـ وتضم ايضا مقر الحكومة العراقية ومجلس النواب ومكتب رئيس الجمهورية ونوابه ومعظم الوزرات ـ إلى مدينة سياحية ضخمة تحتوي على فنادق ومطاعم راقية وحانات تسلية وترفيه ومقاهٍ ومتاجر أزياء وملاعب غولف فاخرة، ستحيط السفارة الامريكية الاكبر من نوعها في العالم. ويقول مسؤولون أميركيون ان تكلفة بناء السفارة التي يجري تشييدها في في المنطقة ستزيد 144 مليون دولار عما كان مقررا، والتي سيتأخر افتتاحها لعدة أشهر بسبب ماقيل انه ضعف التخطيط وسوء العمل ،وتغييرات في اللحظة الأخيرة طلبتها وزارة الخارجية بسبب خلافات داخلية. وكان قد تم في وقت سابق تخصيص موازنة لبناء السفارة تبلغ 592 مليون دولار، حسب الصحافة الامريكية. اي ان المبلغ الكلي سيصل الى (736) مليون دولار !!. وستضم السفارة 21 مبنى ضهم وستحتوي على أكبر مسبح في العراق وصالة حديثة للألعاب الرياضية وصالة سينما ومطاعم وملاعب تنس وناد أمريكي لاستضافة المناسبات المسائية. وسيعمل فيها اكثر من 8000 موظف. وكان من المقرر الانتهاء منها بداية العام الحالي لكن الجدول الزمني تأخر كثيرا، ما تطلب تدخل وزارة الخارجية لدى الحكومة العراقية لتمديد اقامات حوالي ألفي عامل بناء أجانب. وكانت الجهات الامريكية حظرت على العاملين والشركات العراقية والمقاولين المشاركة في أي عمل داخل السفارة واستعانت بعمال (اكثر من الفين) جلبتهم من الكويت.
اما بخصوص تحويل المنطقة الى منتجعات ـ وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية ـ فأن البنتاغون و(كونسورتيوم) استثماري دولي وضعا لهذا الغرض مشروعاً تنموياً وسياحياً بكلفة 5 مليارات دولار، سيمنح المنطقة المحصنة على ضفاف نهر دجلة،، زينة ساحرة ويحولها إلى منطقة جذب لـ(العراقيين ؟!) والسياح ورجال الأعمال والمستثمرين.
يذكر ان المنطقة البالغ مساحتها 5 أميال مربعة، تشغل اكثر من نصفها قوات التحالف وموظفو وزارة الخارجية الأمريكية والشركات الأجنبية الامنية الخاصة. ومن المؤكد انها ستكون (على هذا الوصف) وكرا ساحرا يجتذب السياح والمستثمرين ورجال الاعمال في محيط سفارة واشنطن، لكن لايُعلم حقا اي مواطنين عراقيين يفترض ان تجتذبهم ؟.
وتنقل الصحيفة عن مصدر عسكري امريكي قوله: هذه المنطقة في النهاية أرض للعراقيين وسنعيدها لهم بقيمة اضافية) ؟؟. ورغم تحمس البنتاجون للمشروع الا ان عددا من المسؤولين الامريكيين في بغداد كانوا اكثر حذرا حيث صرح احدهم (هذا الامر يعود للعراقيين فنحن لسنا اصحاب المنطقة الدولية، العراقيون هم الذين يقررون مستقبلها). وهناك العديد من المستثمرين يتم تشجيعهم على الإستثمار في المنطقة بما فيها شركات امريكية، كما قامت في هذا الأطار فنادق ماريوت بتوقيع عقد لبناء فندق فيها كما تخطط شركة (إم بي آي الدولية) للفنادق والمنتجعات السياحية التي يملكها الشيخ السعودي محمد بن عيسى الجابر، لإستثمار مليار دولار فيها.
من جانبها تنقل صحيفة التايمز البريطانية، ما وصفته بمشاعر الاستياء والسخط الكامنة في نفوس العراقيين إزاء بناء السفارة ونقلت تساؤلات مريرة عن المبنى المنتصب على ضفاف نهر دجلة والذي يسميه العراقيون (قصر جورج بوش) بينما هم محرومون من المياه والكهرباء.. وقالت الصحيفة إن السؤال الذي يحيّر بغداد ويثير سخطها هو كيف أن الأمريكيين لا يستطيعون إبقاء الكهرباء تعمل في العاصمة لأكثر من ساعتين في اليوم ومع ذلك يتمكنون من بناء أضخم سفارة على وجه الأرض لأنفسهم. ويتذمر العراقيون من أن مبني السفارة الأمريكية أكبر بكثير من أي شيء بناه الطاغية صدام لنفسه، كما أنهم غير معجبين بالجوانب الهندسية لهذا المبنى والتي ستجعل منه أكبر حجماً من مدينة الفاتيكان ويشغل مساحة قادرة على إستيعاب أربع من قبة الألفية الموجودة في لندن .ولفتت التايمز إلى أن سكان بغداد اشتكوا من أن المقاولين الكويتيين الذين يبنون السفارة الأمريكية يوظفون عمالاً أجانب ولا يميلون إلى توظيف العمال العراقيين. ويتساءل العراقيون أكثر عما إذا كانت وزارة الخارجية الأمريكية ستدفع ثمن الأرض التي تبني فوقها السفارة أم تستولي عليها في وقت ان المبلغ السابق (592 مليون دولار) خصصه الكونغرس للبناء والتاثيث فقط. فيما ـ وبحسب الصحيفة ـ يشتكي السياسيون العراقيون المعارضون للوجود الأمريكي من أن حجم مشروع السفارة يوحي بالإعتقاد بأن أمريكا تخطط للبقاء فترة طويلة في العراق.