قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
المرجع المُدرّسي: من يراهن على تمزيق العراق بالطائفية سيفشل وزيارة الاربعين اثبتت ذلك
ياليت أن العالم ومن (ينتقص) من الزوار لديه (ثقافتهم) في الوحدة و التلاحم والتفاهم والتعاون
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة الهدى / كربلاء المقدسة:
قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي ( دام ظله) أن العالم اليوم يعيش ازمات تطال وبلا استثناء حتى اقوى البلدان واكبرها واكثرها تقدما اقتصاديا وعلميا، وأن هذه الازمات والمشاكل تؤثر في جميع البلدان شئنا ام ابينا. وحول جذور هذه الازمات وسبل علاجها اشار سماحته في كلمته الاسبوعية التي القاها بمكتبه امام حشد من الوفود واهالي كربلاء المقدسة، الى أن " الاسلام ليس كتابا و رسالة لمن مضى انما هو دين الحياة و العالم كله وللاجيال دائما، والقران كتاب حياة للبشرية ارسله الله للناس جميعا ، وعلينا ان نستنطقه ونسأله لنكتشف ماهو المخرج مما يمر بنا من ازمات ومشاكل". وتابع أن البصيرة القرآنية التي نستفيدها من اوضاع العالم وجذور مشكلته ، ان هذا العالم نسي الله تعالى ، فهو سبحانه ارحم الراحمين ولكنه قائم بالقسط، يطبق القسط و العدالة فمن شذ عنها سوف يصطدم بسنن الله تعالى شاء ام ابى ، والبشرية نسيت ذلك ونسيت ربها، فأزمة البشرية اليوم ليست فقط ازمة سياسية واقتصادية و ثقافية ، انما هي ازمة اخلاقية شاملة لها ابعاد وجوانب مختلفة.." واوضح سماحته أن الجدير بأبناء "هذه الامة الاسلامية وبالذات من محبي اهل البيت وبالذات من المدن المقدسة أن يعوا دورهم ويقوموا ويرفعوا راية الاصلاح في بلدهم وفي العالم، ومن يقول انك انت ايها الانسان ايها الزائر لست منهم؟، انت يا شعب العراق العظيم بما تقدم وتثبت وبما اظهرت في الزيارة الاربعينية، وقد كنا نقول ونتشرف قبل اكثر اكثر من عقدين ان ما يجري على العراق من مشاكل ودماء ومأسٍ، هذا كله تمهيد لدور ما سوف يكلف به هذا الشعب، وقد قدر له دور معين هذه كانت قناعتي من خلال دراستي لسنن الله في التاريخ والتي يبينها القرآن الكريم، وارى يوما بعد آخر اننا نقترب من ذلك الدور وذلك اليوم فنرى هذا الشعب وقد تبلور.." واضاف : " وانا في الحقيقة عاجز ان اشكر الشعب العراقي على زيارتهم المليونية الى كربلاء المقدسة ،اقول ذلك وانا مطمئن بما اقول، شعب بالملايين يأتي مشيا وبهذه الروح والحماسة والالفة والتعاون والوحدة، حتى أن بعضهم ممن اتوا بلدان وقارات بعيدة جدا حين سألناهم عما شاهدوه في الطريق قالوا : رأينا الامة الاسلامية هنا ، وزائر امريكي آخر حين نسأله يقول: اعتقد أن ما تتكلمون عنه من مجيىء يوم يظهر فيه امام اسمه الحجة وأن الناس في ذلك اليوم يتجاوزون القيم المادية ويتعاملون مع بعض بالقيم المعنوية، هذا قد رأيت مقدماته في العراق في زيارة الاربعين " .وتابع سماحته : واقول لكم بصراحة واقول لمن ينبغي ان يفهم هذه الكلمة : هذه السنة والسنين الماضية زوار الامام الحسين عليه السلام ليسوا كما تصورونهم على انهم بلا ثقافة ولا معرفة .. فيهم خبراء وكفاءات علمية واساتذة جامعات ومعاهد وحملة شهادات اتوا مشيا الى كربلاء، لا تقولوا ليس لديهم ثقافة ، ياليت انكم والعالم اجمع عنده ثقافة هولاء الزوار الذين تنتقدونهم وتتهمونهم، ماذا رأيتم منهم غير روح و ثقافة الوحدة و التلاحم والتفاهم والتعاون والمحبة والحماس والصبر، اليست هذه ثقافة؟! نحن نريد أن تنتشر هذه الثقافة ليس في بلدنا بل في العالم اجمع، و من يقول ان هذه الثقافة لا تنطلق من مدينة ابي عبد الله الحسين (ع) من مدينة الامام امير المؤمنين(ع) من مدينة الكاظمية او مدينة سامراء ؟!، هل كانوا اهل مكة او المجاميع اللي كانوا في تلك الصحاري يفهمون معنى ظهور النبي (ص) بالبعثة؟ كلا، ولكن ما إن حمل النبي (ص) الراية واذا بالعالم يتنور بنوره وهديه نحن لانتحدث عن الغيبيات بل في الواقعيات.. فالعالم اليوم بحاجة الى ثقافة الهية الى قيم ربانية الى اناس يحملون هذه القيم في انفسهم ويطبقوها ومن ثم يحملونها الى العالم، واسأل الله تعالى ان يعين شعبنا العراقي كله على القيام بذلك.." واضاف : " واقول هنا كلمة قلتها في الاسبوع الماضي واكررها اليوم : لا تقولوا في العراق طائفية، ولايراهنن البعض على ذلك، وستثبت لكم الايام ذلك كما اثبتتها حوادث التاريخ ، فأي واحد اراد ان يمزق الامة الاسلامية الى طوائف مختلفة فشل في مسعاه الخبيث لان الله تعالى ارادها امة وسطا، واحدة .. ولن يغلب كائنا من كان ارادة الله سبحانه والتاريخ شاهد، من يزيد و بني امية والى بعض خلفاء بني العباس والى سواهم ممن بعدهم..، ما استطاعوا ان يمزقوا الامة، وهكذا لن تستطيع ذلك الان شراذم هنا وهناك .. وقد شاهدتم هذه السنة في زيارة الاربعين كيف أن السنة والشيعة وحتى غيرهم من غير المسلمين كانوا في طريق المشاة وكانوا يزورون الامام الحسين عليه السلام، فروح الامام الحسين عليه السلام اكبر من الطائفيات والعرقيات والفئويات.. وربنا تعالى سوف ينصر دينه وينصر اولئك الذين يحملون روح هذا الدين وقد قال سبحانه (ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم) )