قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
من المعاجز القرآنية:
الأمل والتفاؤل يعزز المناعة في جسم المريض
*زكي الناصر
كشف بحث أمريكي جديد أن نوعية نظرة الإنسان إلى الأمور من حوله تحدد نظام المناعة لجسمه، حيث تقول الدراسة إن النظرة الإيجابية في الحياة لها تأثير مفيد على الصحة وتعزز نظام المناعة في الجسم، وهذا الكشف قد يكون له تأثير كبير على أساليب العلاج.
وكشف البحث المشترك بين جامعتي (كنتاكي) و (لويزفيل) أن الشعور المتفائل بخصوص المستقبل قد يؤدي لشعور أفضل في الواقع، وأن التفاؤل مفيد للصحة إذ من شأنه تعزيز قدرة الجسم على محاربة العدوى.
وخلصت نتائج البحث الذي نشر في دورية (علم النفس) إلى أن قوة الاستجابة المناعية للجسم ترتفع أكثر بين المتفائلين، وتكون الاستجابة بطيئة بين المتشائمين. وفي دراسة سابقة تبيّن أن التفاؤل مفيد للصحة وقد يمنع إلى حد كبير، فرص الإصابة بالسكتات القلبية أو حتى الموت.
وتؤكد الأبحاث العلمية أن تفاؤل الشخص بالمستقبل يتم التحكم به من خلال جزء صغير في مقدمة وسط الدماغ. وأظهرت الدراسة أن تلك المنطقة التي تقع في العمق خلف العينين، تتفاعل عندما تراود الشخص أفكار إيجابية حول ما يمكن أن يحدث في المستقبل. كذلك يقول العلماء إن المتفائلين أقل عرضة من المتشائمين للإصابة بالاكتئاب أو اللجوء للتدخين، كما أنهم يبدون أصغر سناً، وينالون قسطاً أوفر من التعليم ويتلقون دخلاً أفضل، كما أنهم أكثر تديّناً.
ماذا يقول القرآن الكريم ؟
إن الذي يتأمل آيات القرآن الكريم يجدها مليئة بالتفاؤل بل وتعلمنا كيف ننظر إلى الحياة نظرة إيجابية، فلا مكان لليأس في حياة المؤمن، لدرجة أن القرآن عدّ اليائس من رحمة الله كافراً ! يقول تعالى: "وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" (يوسف: 87). ويحثّ القرآن أيضاً المؤمنين في كل زمان ومكان على نبذ اليأس، "وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" (آل عمران: 139).
وفي وقت سابق أكدت الابحاث والتجارب إن الذين يلتزمون بالقيم الدينية أكثر تفاؤلاً واستقراراً من الناحية النفسية، لذا وجدوا أنهم يتماثلون للشفاء قبل غيرهم ويتغلبون على أمراضهم حتى الخطيرة منها، وهذه القيم والمفاهيم هي التي تبعث فينا روح الأمل والتفاؤل بالمستقبل، إذ يوصي الدين الاسلامي على أن يعيش الانسان حياته باستمرار من دون التعلّق بها والآية الكريمة واضحة وصريحة في هذا المجال: "لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ" (الحديد /23).