قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
من أعلام الحوزة العلمية في كربلاء المقدسة..
المرجع الديني الشيخ زين العابدين الحائري
*حسين هاشم آل طعمة
هناك ندرة في البحث والتقصي في سيرة علمائنا الاعلام من قبل الباحثين والمؤلفين المهتمين بشأن الحوزات العلمية. ونحن نرجو من كل باحث ومؤلف في هذا الشأن ان يضاعف من جهده في توثيق كامل السيرة إن امكن لعلمائنا الأعلام ممن خدموا الشريعة الاسلامية السمحاء والامة جمعاء ومن هؤلاء العلماء الاعلام الذين بذلو مهجهم لاشاعة نور الاسلام والايمان في الارجاء، منطلقين من حوزة كربلاء العلمية العريقة هو العالم الكبير الشيخ زين العابدين بن مسلم المازندارني الحائري، ويلقب أيضاً (البارفروشي الحائري).
ولد عالمنا الجليل سنة 1227هـ (1812م) وهاجر من بلاده الى كربلاء وجاور الحائر الحسيني الشريف. وفي حوزة كربلاء العلمية درس على يد عدد من علمائها الاعلام منهم الشيخ المولى محمد سعيد المعروف بـ(سعيد العلماء) المتوفى سنة 1270هـ(1853م). وايضاً العلامة السيد ابراهيم القزويني (صاحب الضوابط) المتوفى سية 1262هـ (1845م).
وبعد ان نال القسط الوافر من العلم والمعرفة في حوزة كربلاء العلمية ومن اجل المزيد من التعلم والتعرف على العلماء والاعلام أنتقل الى النجف الاشرف ودرس على يد علمائها الاعلام مثل العالم الكبير الشيخ محمد حسن النجفي (صاحب الجواهر)، والفقيه الكبير الشيخ مرتضى الأنصاري، ونال درجة الاجتهاد وبرع في الفقه والأصول حتى فاق أقرانه وحُظى بمكانة مرموقة فذاع صيته واشتهر امره في المرجعية والتقليد. وعاد الى محل سكناه في كربلاء المقدسة، وقد وصف هذه العودة المحمودة السيد محسن العاملي في كتابة القيم (اعيان الشيعة) بقوله: (... ولما عاد الى كربلاء أشتغل بالتدريس والتصنيف والامامة والافتاء، ونال حظاً عظيماً وجاهاً كبيراً في كربلاء، ونفذت أحكامه وهابه الحكام وأطاعوه)، والحديث للسيد العاملي: (رأيته بكربلاء وقد طعن في السن ولم يترك التدريس في أيام شيخوخته، ونسخ عدة من الكتب بخطه، فانه في أول عمره كان يستنسخ كل كتاب يقرأه).
أنتهت اليه الرئاسة العلمية بكربلاء وكان مرجعاً للمؤمنين، وملاذاً للمسلمين، وكان مرجع شيعة الهند وكثير من بلاد ايران وبخارى والعراق.
أما عن وفاته (قدس سره) فقد توفي في شهر ذي القعدة سنة 1309هـ (1891م) عن عمر ناهز الثانية والثمانين عاماً قضاها في رحاب العام ونشر مبادى الاسلام والاخلاق في المجتمع الكربلائي وسائر بلاد المسلمين ودفن في باب الصحن الحسيني الشريف عند باب (قاضي الحاجات) المقابل حاليلً لسوق البزازين او سوق العرب. في مقبرته الخاصة وأعقبه اربعة اولاد نهجوا نهج أبيهم وهم: الشيخ علي (صاحب فهرس الجواهر) المتوفى سنة 1345هـ (1926م). والشيخ محمد. والشيخ عبد الله الذي تولى رئاسة الطريقة الصوفية في ايران. والشيخ حسين الذي قام مقام والده في أمامة الجماعة والمرجعية والتدريس في كربلاء والمتوفى سنة 1339هـ(1920م).
وجاء ذكر الشيخ زين العابدين المازندراني في الكثير من المصادر اهمها: (نقياء البشر) و(احسن الوديعة) و(اعيان الشيعة) و(معارف الرجال) و(القاموس الاسلامي) و(تراث كربلاء). وهكذا بدأ وختم هذا العالم الجليل حياته بنشر العلم والفضيلة والإيمان والاخلاق منطلقاً في ذلك من حوزة كربلاء العلمية العريقة ومن رحاب حرم سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام.
ــــــــــــــــــــــــــ