قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

الانسان مخيّر
قال الله تبارك وتعالى في محكم كتابه الكريم: " تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ" صدق الله العلي العظيم.
من فضل الله سبحانه وتعالى على أمة الاسلام أنه جعل ليلة القدر مستمرة في كل عام ولم يجعلها ليلة واحدة في الدهر، ومن عظمة هذه الليلة نزول الملائكة فيه والاعظم من ذلك نزول الروح، ولكن ما المقصود من (الروح)؟
اختلف العلماء في تحديد المقصود من الروح فمنهم من ذهب إلى كونه جبرئيل (ع) ومنهم من قال هو الوحي ولكن هنالك دليلاً يدل على أن الروح أعظم من الملائكة وذلك ما ورد عن طريق الإمام الصادق (ع) عندما سئل هل الروح جبرئيل؟ فقال: (جبرئيل من الملائكة والروح أعظم من الملائكة أليس أن الله عز وجل يقول تنزل الملائكة والروح)، ويبدو أن الروح خلق نوراني عظيم الشأن عند الله.
ونزول الملائكة لتقدير كل أمر وذلك من خلال أمور مقدرة إما على أساس ثابت مثل ولاية أمير المؤمنين (ع) أو تقديرات تتم خلال السنة مثل الرزق والموت والحياة.
ويبقى لله سبحانه وتعالى البداء فقد يثبت أمور ويمحو أموراً اخرى كما في قوله تعالى: "يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ"، وقد جاء في حديث مأثور عن الإمام الصادق (ع): (إذا كانت ليلة القدر نزلت الملائكة والروح والكتبة إلى السماء الدنيا، فيكتبون ما يكون من قضاء الله في تلك السنة، فإذا أراد الله أن يقدم شيئاً أو يؤخره، أو ينقص أمر الملك أن يمحو ما شاء، ثم أثبت الذي أراد) قلت: وكل شيء هو عنده ومثبت في كتاب؟ قال: نعم قلت فأي شيء يكون بعده؟ قال: سبحان الله! ثم يحدث الله ايضاً ما يشاء تبارك وتعالى.
ومن هذه الآية نصل إلى بصيرة هامة وهي كون الانسان مخيّراً وليس مسيّراً.