قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

ظاهرة
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة انتصار آخر لنهج أهل البيت (عليهم السلام)
من (احتلال) ليبيا الى (طائفية) البحرين!
ـ قال زميلي: هل سمعت ما قاله رجال الفتوى المخضرمون و(وعاظ السلاطين) بخصوص ليبيا والبحرين؟
ـ قلت: بالتأكيد هذه محنتنا، وهذا ما أكدت عليه الروايات الشريفة بقولها: (اهرب من الفتيا كهروبك من الأسد) و(واذا فسد العالِم فسد العالَم).
ـ قال: يا ليتهم قد هربوا من هذه الفتاوى التي دمرت الشعوب قبل القنابل والصواريخ والرصاص الحي..
ـ قلت: عبارة (هروب) كما جاء في الرواية، لا تعني التفرّج على ما يجري في عالمنا الإسلامي او إلتزام الصمت، بل الذي تعنيه الرواية هو ضرورة الدقة والتأمل وفهم ركائز ومقومات الفتوى ودواعيها ودوافعها، حتى لا يقع المفتي في فخ العنصرية والقبائلية وحب الظهور والدنيا.
ـ قال: أسألك بالله.. فسّر لي (هجوم) يوسف القرضاوي مفتي قطر بضرورة هدر دم معمر القذافي وما آل اليه اليوم بقصف الاراضي الليبية من قبل قوات امريكية وفرنسية وبريطانية والتحضير لاحتلال كامل لارض ليبيا، فيما نرى ايضا (هروب) معكوس للشيخ القرضاوي، فإنه (سكت دهراً ونطق..) فقالها: ان ما يجري في البحرين ليست ثورة بل حركة طائفية!!
ـ قلت: هذا ما أردت قوله؛ بأن مفهوم الهروب من الفتيا هو بهدف الدقة في فهم الدوافع والمقاصد، وهذه (ظاهرة) أخرى نتيجة وقوع رجال الدين في فخاخ السلطات!؟
ـ قال: اني أتساءل: لماذا لم يفتِ حضرة الشيخ القرضاوي بضرورة هدر دم صدام حسين الذي تعتبر جرائمه مثالاً لمجرمي العرب والعالم كمعمر القذافي..؟
ـ قلت: قد يرى ان انتفاضة الشعب العراقي ضد الطاغية صدام تؤدي الى (طائفية)!
ـ قال: أنا أريد ان أسأل؛ ما هي الطائفية؟ وهل تعني كل حركة من قبل الشيعة للمطالبة بالحقوق المدنية والإنسانية ـ كما هي مطالبات شعب تونس ومصر وليبيا واليمن ـ تسمى في القاموس اللغوي (طائفية)؟ ام ان الأ:ثرية اذا كانت شيعية في بلد ما تسمى (طائفية) واذا كانت أقلية فلا..؟!
ـ قلت: انا معك.. فإذا انتفض شيعة أفغانستان والسعودية والكويت وعمان ومصر وباكستان و... هل يسمونهم طائفية ام لا؟ فإذا كان ليس كذلك فلماذا يتم قمع مطالبات ابناء المنطقة الشرقية في السعودية؟!
ـ قال: هل سمعت بفكرة دمج البحرين بالسعودية وجعل البحرين إمارة من إمارات السعودية؟
ـ قلت: سبحان الله.. شيعة البحرين وهم أ:ثرية يصوّتون عام 1971 للاستقلال عن ايران، واليوم هذا الفكر (اللا طائفي!!) يدعو الى الاندماج بالسعودية (اللا طائفية)!
ـ قال: هذه الامور هي من عجائب الدهر!
ـ قلت: بل هذه هي (انتصار) آخر لنهج أهل البيت (ع) وطريقهم اللاحب ومسلكهم الطيّب الذي لا يقبل الالتواء والازدواجية في المعاير وهذا هو انتصار (الحق) الذي دعا اليه القرآن الكريم.
ـ قال: عندي اصدقاء كثيرون من العلمانيين منهم سنة وشيعة بدأوا يتوجهون الى قراءة حياة أهل البيت (ع) بعد أحداث البحرين، وبدأوا يدققون في سرّ إنسانية ومدنية ومظلومية هذا الخط.
ـ قلت: هذا هو الانتصار، والمنتصر ليس ذلك الذي يملك البلدان والصولجان، بل الذي يسيطر ويهيمن على القلوب والعقول ويستميلها، فهذه هي حكومة أهل البيت (ع) وهذا سرّ محبوبية علي ابن ابي طالب (ع) من قبل المسيحيين والمسلمين والعالم، لأن نهجه إلهي ـ إنساني.. وهذا هو مشروعنا التغييري لمستقبل المنطقة والعالم!