قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
للمتزوجين فقط
تفهّما طوارئ الدورة الشهرية
المرأة مبتلاة، فهي تتعرض في كل شهر لحالة تشبه ولادة مصغرة، ولهذه الحالة إنعكاساتها على جسدها وروحها، فهي أكثر تركيزاً في تلك الفترة، وإن اموراً صغيرة تبدو لها أكبر من حجمها، وكل شيء يبدو أسوأ من حقيقته، وهكذا فإن المرأة تكون مبتلاة في أيام الدورة الشهرية لأن أموراً كثيرة تتبدل في نفسيتها، كما تتبدل أمور كثيرة في جسمها.
ولكي تمر هذه الفترة بسلام في مايرتبط بالعلاقات الزوجية فلابد من الامور التالية:
أولاً: من الضروري لكلا الزوجين أن يقرءا كتاباً حول تأثيرات الدورة الشهرية.
ثانياً: على الرجل أن يعرف إن زوجته وكل إمرأة مثلها تتعرض لهذه الحالة الموسمية، وإنها في حقيقة الامر تمر بعاصفة لا إرادية ولذلك فإن عليه أن يراعي زوجته أكثر من بقية أيام الشهر وأن يحوطها برعاية خاصة، وكما عليه أن يعتزلها جنسيا، فإن عليه أن يتحول إلى ممرض لها، لأن المرأة أساساً هي مريضة في هذه الفترة وحسب تعبير القرآن فإن الدورة الشهرية هي أذى.
ثالثاً: أن يفهم كل من الزوجين إن متغيرات الدورة الشهرية مهما كانت صعبة وسلبية فإنها تنتهي في فترة معينة لاتتجاوز عشرة أيام، فلا يجوز للزوج أن يأخذ نظرة عن زوجته من خلال ماتمر به في فترة الدورة ولايجوز للمرأة أيضاً أن تعتبر الحالة التي تمر بها في تلك الفترة هي حالة دائمة لها أو لزوجها.
رابعاً: على الزوجة أن تفهم نفسها في هذه الفترة وأن لاتتخذ قرارات مهمة سلبية تجاه زوجها أو تجاه نفسها أو بيتها أو تجاه أي شيء آخر.
ولقد كان الدين حكيماً حين إعتبر الطلاق الذي يقع في حالة الدورة الشهرية لاغياً، ذلك لأن كثيراً من الأزواج يمرون في هذه الفترة بحالة عصيبة وهي ليست طبيعية، فلا المرأة في حالتها الطبيعية ولا الزوج يمكنه أن يستوعب تلك الحالة بشكل كامل، إلا إذا عرف بأن الزوجة تحتاج إلى رعاية خاصة، إن عليه في هذه الفترة أن يكون مثل الإسفنج الذي يمتص الماء. فلا يرد كلمة نابية من زوجته بمثيلتها ولايدخل في شجار معها ولا يتوانى عن تحمّل بعض الأتعاب في البيت وخدمتها.
لقد شرحت إحدى النساء حالتها في أيام الدورة بقولها: عندما تجنح أفكاري قليلاً نحو الجنون، وخاصة عندما أشعر بمزاج سوداوي أنظر إلى التقويم لأعرف موعد الدورة الشهرية، وإن ما أشهده دائماً هو إنني أمر بهذه الحالة قبيل الدورة وتستمر إلى ما بعد أن أطهر، فتبدو لي الأحداث العادية التي أمر بها عادة مرور الكرام كأنها حالات طارئة إستثنائية، وتقول: إن مانفعني في هذا المجال هو أن زوجي كان إذا رأى تغييرا في نفسيتي وطريقتي في التعامل يسألني ما المشكلة؟ فكنت أصرخ قائلة: من فضلك أنظر إلى التقويم فتلك هي المشكلة.
وبالطبع ليس من حق النساء إتخاذ أعراض الدورة كعذر مستمر للغضب والسلوك العدواني، لكن من الجيد وعي الوضع القائم وفهم أن الشعور السلبي إنما هو أمر يجعل كل شيء يبدو أسوأ مما هو عليه في الواقع، وتبدو الأشياء الصغيرة أكبر من حجمها الطبيعي، وخطأ بسيط يبدو وكأنه خطأ قاتل لابد من مواجهته.
وكما هو الحال بالنسبة إلى أية حالة سلبية فإن أهم مايجب على النساء والرجال أن يفعلوه هو أن يتفهموا بأن هذه الدورة تنتهي في نهاية الامر، ومن ثم يفسحا مجالاً خاصاً للأوقات الصعبة هذه.
المهم: إن المحبة المتبادلة في تلك الفترة هي السياج الذي يمنع إنهيار العلاقات الزوجية ولو مؤقتاً.