قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

مواجهة الأزمات بالقرآن الكريم
*السيد محمود الحسني
لا أبالغ إن قلت أن أهمية موضوع (الإنسان ومواجهة الأزمات والإبتلاءات)، توصله الى حد الطوارئ، لما يعانيه واقعنا من ترد كبير، فنحن أمام واقع مرير، ومليء بالأزمات والابتلاءات في مستويات عديدة وبدرجات متصاعدة .
خُذ مشكلة البطالة، فقد أصبحت ظاهرة منتشرة وخطيرة في البلاد العربية، حيث وصلت حالياً الى 14% رغم الازدهار النفطي، وتشير المعلومات أن الوطن العربي بحاجة الى 100 مليون فرصة عمل خلال السنوات العشر المقبلة لمواجهة مشكلة البطالة.
وبعد أن كان شبح الانتحار يرعب الغرب فقط، ها هو الآن يجتاح الدول العربية والاسلامية بأعداد تدعو الى التوجس، فالنسب تتراوح بين البلدان من (400 الى 1200) محاولة انتحار سنوياً، نتيجة للمشكلات والأزمات.
أما عن الطلاق، فإن المعدل العالمي له يتراوح بين 18% و22% وفي إحدى الدول الاسلامية وصل الى أكثر من 60% من حالات الزواج فيها تنتهي في عامها الأول، ومشكلة العنوسة بلغت في إحدى الدول الإسلامية الى 85% بين الإناث وفي دولة أخرى 50% من بين الذكور.
والعنف الأسري بدوره يقضّ مضجع العلاقة الأسرية، ويهدد أمنها، حيث بلغ في البلدان الإسلامية من 29.4% الى 45%.
وبعد أن كانت دول معدودة في العالم العربي تعاني من مشكلات السكن، أصبحت الآن جميع الدول من دون استثناء غارقة في أزمة حادة في السكن.
أما مشكلة الفقر، فإن الإحصائيات المتعلقة بالعالم العربي تشير الى أن حوالي 40 مليون عربي يعانون من نقص التغذية، أي ما يعادل 13% من السكان تقريباً فضلاً عن أن نحو مائة مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر.
وقد أصبحت العديد من الدول العربية مسرحاً للدعارة والاستغلال الجنسي، والفساد الأخلاقي والابتعاد عن القيم، حتى جاءت النداءات بشرعنة الدعارة وتنظيمها، كما يلاحظ انتشار معاقرة الخمور وتعاطي المخدرات بين الشباب.
وفي جهة اخرى فإن الانسان يواجه العديد من أنواع الابتلاءات العارضة والدائمة، كالأمراض والاصابات والاعاقات والحوادث والخسائر غير المتوقعة، والمشكلات الاجتماعية والصدمات النفسية، والخسائر المالية، والقلق المستقبلي.
ومن أجل الخروج الأمثل من واقع الأزمة والفتنة، وتخطي البلايا والمحن، لا بد أن نتعرض لنور القرآن الكريم، حيث قال عز وجل: "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ". فإننا نعتقد أن الملجأ الأوثق لمواجهة هذه الأزمات هو القرآن الكريم، لأنه يعلمنا القيم الربانية، ويعطينا مفاتيح النجاح المتكامل، ويهدينا الى سبيل الحياة الطيبة.
* مدير ممثلية المرجع المدرسي في البحرين و المنسق العام لمؤتمر القرآن الكريم