قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

الأدب والاسطورة
محمد طاهر محمد
لعل دعاة التجديد والحداثة في الشعر قد بلغت بهم الحدة والانقلاب على الاتجاه والموروث الى الحد الذي جعلهم يسلكون به اتجاهات واشكالاً منحرفة تنافي الدين والاخلاق والاعراف فصفة التجديد والحداثة التي يتقمصونها لم يكن لها اي اثر في كتاباتهم وان ادعوها وكل ما يستطيع القارئ ان يتلمسه من كتاباتهم الرخوة المفككة هو العبثية والتمرد على اللغة وجميع قواعد الشعر وحتى على الحداثة نفسها فالحداثة او التجديد كما هو معروف في القاموس الشعري والذي يعد نقاط وصل مضيئة في عهود كثيرة من تاريخنا الادبي قد ارتكز على مقومات ومقررات حفظت للغة والشعر والادب بصورة عامة كل خصائصه الفنية وخواصه وسماته وقد قام به رواد تفجرت عنهم انماط ابداعية اثرت المكتبة الادبية وسايرت تطور الحياة ورغم ذلك فقط كانت هذه التجارب خاضعة لمختبرات النقاد والباحثين والدارسين فالسياب رغم انه يمثل قمة من قمم الشعر العربي وله ريادته في الشعر الحر الا انه لم يسلم من هذا المختبر فقد عيب عليه كثرة من استخدام للاساطير التي لا مبرر لها في القصيدة ولكن هذا الدور النقدي لا نلمس له حقيقة عندما نقرأ اساليب الكتابة ـ والتي لا نعرف الى اي نمط تنتمي ـ في المجلات الادبية الحديثة والتي امتلأت برموز وطلاسم وارقام!! ومع ادراكنا لروح العصر والمستوى العام للكتابة وحرية الكاتب او الشاعر فيما يكتب ولكن هل اصبح التجدد هو التطاول على القواعد الثابتة فالمتابع للشأن الادبي يجد ظاهرة (الالهة) المتعددة في (النص) الجديد بكثرة مثل اله الجمال واله الشعر واله الذهول وآخر ما قرأت لاحد هؤلاء وهو يفتح (نصه) باسم اله الحب ولا اخال قارئا يمتلك حسا دينيا يقرأ هذا ولا ينفر من هذه التسميات التي تضمنت اسماء معبودات جاهلية اليونان كهبل واللات والعزى ومناة عند جاهلية العرب وتسوقنا هذه الاسماء الى اسماء كثيرة اخرى مثل اينانا واورورا وادموزي وغيرها والتي لم يأت بها الشاعر الا لابداء معرفته بها دون اي مبرر لها في نصه ولا رباط لها في موضوع وهذا يدل على انه حتى معرفته بها سطحي ومنهم من اتى بها لعد سيكولوجية جنسية لا غير فهل شح التاريخ الاسلامي والعربي من اسماء تدعو الى التأمل بمنجزاتها وافكارها وحسها وهي كثيرة وكثيرة جداً فيجعلها الشاعر رموزا لقصيدته ومع ايماننا بان الشاعر يحب ان تكون لغته انسانية عالمية الا اننا نؤمن ايضا بان تكون لغته سامية وموضوعه رساليا موجها هادفا يعنى بقضايا الانسان والحياة ويمجد المبادئ الانسانية العليا