قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
المرجع المُدرّسي"دام ظله": رجال المنبر ووسائل الاعلام المختلفة مدعوّون لترسيخ قواعد الايمان والفضيلة في المجتمع
العمل على رفع "الحُجب" بيننا وبين القرآن ولتكن المحافل الرمضانية نقلة نوعية في حياتنا
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة الهدى ـ محمد الموسوي:
قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي"دام ظله" إنّ " رجال المنبر والصحافة ووسائل الاعلام المختلفة مدعوّون لترسيخ قواعد الايمان والفضيلة في عقول أطفالنا وشبابنا ونسائنا ونفوسهم وبكافّة السبل المختلفة ووسائلها المتعددة". وأكد سماحته في كلمة له عشية قرب حلول شهر رمضان المبارك على "أنْ تكون المحافل الرمضانية التي سوف نستمتع بزادها الروحي محطة لنقلة نوعية في داخلنا تنعكس على جوانب حياتنا كافة، وأنْ نهتم بالبعد العقائدي والاخلاقي لأنفسنا وأبناء مجتمعنا". واضاف في جانب آخر من كلمته أنّ " ابناءنا وأطفالنا اليوم، وفي عصر الفضائيات والغزو الثقافي المادي الفاسد، هم أحوج إلى هذه الامور الهامة، حيث يعيشون الفوضى الفكرية، واضطراب الروح، وقلق النفس، وضبابية الرؤية".
وشدد سماحته كذلك على ضرورة اغتنام شهر رمضان المبارك للعمل بجد على " رفع الحجب بين الناس وكتاب الله، فلقد تحوّل القرآن الكريم - مع الأسف - بين الناس إلى عرف إجتماعي سائد، وتلاوته هي كذلك تدخل ضمن دائرة العادة المتداولة بين الناس. فلابد للامة أنْ تعود إلى القرآن الكريم عبر التدبّر في آياته المباركات، وتلاوتها بتمعّن وتدبّر"، معتبرا أن كل ذلك يُعدّ "بمنزلة اللبنات الرصينة التي تجعل البناء في المجتمع الاسلامي متماسكاً ومتيناً.
واضاف سماحة المرجع المُدرّسي"دام ظله" بالقول :" من هنا فان شهر رمضان الفضيل يدعونا الى التأكيد على عدة أمور أساسية منها:
1ـ لابد أنْ نهتم بالبعد العقائدي لأنفسنا وأبناء مجتمعنا، فترسيخ الإيمان بالتوحيد والمعاد والعبادات والاخلاقيات والولاية لله وللرسول والائمة عليهم سلام الله أجمعين، هي كلها كفيلة في أنْ تقود الذات البشرية إلى الإرتشاف من معين قيم الحق والعدالة والفطرة والايمان بالله، خاصّة وأنّ ابناءنا وأطفالنا اليوم، وفي عصر الفضائيات والغزو الثقافي المادي الفاسد، هم أحوج إلى هذه الامور الهامة، حيث يعيشون الفوضى الفكرية، واضطراب الروح، وقلق النفس، وضبابية الرؤية.. وإنّ رجال المنبر والصحافة ووسائل الاعلام المختلفة مدعوّون لترسيخ قواعد الايمان والفضيلة في عقول أطفالنا وشبابنا ونسائنا ونفوسهم وبكافّة السبل المختلفة ووسائلها المتعددة.
2ـ ضرورة رفع الحجب بين الناس وكتاب الله. فلقد تحوّل القرآن الكريم - مع الأسف - بين الناس إلى عرف اجتماعي سائد، وتلاوته هي كذلك تدخل ضمن دائرة العادة المتداولة بين الناس.. لقد أصبح كتاب الله يقتصر على الفواتح والمآتم، بل حتى البعض يصعب عليه القراءة، فيأتي بقارئ لتلاوة القرآن للثواب ويعطيه مالا ليقرأ على روح موتاه، دون أن يتوجّه إلى كلمات القرآن، بل تجده مشغولاً بسفاسف الحياة الدنيا، وهذا بحد ذاته حجاب..لابد للامة أنْ تعود إلى القرآن الكريم عبر التدبّر في آياته المباركات، وتلاوتها بتمعّن وتدبّر.. وكما يقول الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام (ولا يكونّن هَم أحدكم آخر السورة )، فإنّ كل آية وسورة يتلوها المؤمن في كتاب الله هي خطاب موجّه إليه، وهي تقصده.
3ـ ضرورة تقوية أواصر الحالة الاجتماعية بين المؤمنين في شهر رمضان المبارك، عبر التزاور بين الأرحام والأصدقاء. فالتزاور هي خطوة مهمة في رفع الحواجز النفسية العالقة في قلوب المؤمنين التي تكثّفت وتجمّعت عبر سوء الظن. فزيارة المؤمنين والدعاء لهم بالخير، والعفو عنهم، وإنْ كانوا هم المخطئين، هي بمثابة اللبنات الرصينة التي تجعل البناء في المجتمع الاسلامي متماسكاً ومتيناً. كما إنّ الحث على التجمعات الايمانية والانتماء إليها والالتفاف حولها كالجمعيات والمؤسّسات الدينية والهيئات القرآنية هي الاخرى تقوي البنية الاجتماعية بين المؤمنين، ناهيك عن دورها الايجابي في بناء وتربية الشبيبة المؤمنة في مدرسة القرآن الكريم وبصائره الربانية.
4ـ التثقيف الذاتي بالعلوم التربوية والاخلاقية والدينية. فالشهر الفضيل يُعدّ فرصة لتكميل البعد الثقافي والعلمي في شخصية الانسان المؤمن، وذلك عن طريق مطالعة الكتب الاخلاقية والدينية والعقائدية وعن حياة الرسول والائمة المعصوميـن عليهم صلوات الله أجمعين، وأخصّ بالذكر كتاب " تحف العقول " الذي يشمل وصايا الرسول الاكرم (ص) والائمة المعصومين (ع) الى شيعتهم.. و خلاصة القــول؛ إنّ محــور (التقــوى) هو الهدف الرئيس من تشريع فريضة الصيام في هذا الشهر الفضيل..