قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
مرشح الأقلية الصامتة
مفارقات انتخابية تتكرر حتى اليوم..
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة الشهيد السيد حسن الشيرازي
بدا في الفجر كالنسرِ
كليثٍ شدّ خلف الصيد في الغابات
لا يلوي على ما تحمل الأوراد منه من جراحات
وما ترفعه الأغصان منه من شكايات
تردّى بالذي نقرأ في التاريخ من زهو طواغيت الخرافات
ينادي: انتخبوني، فأنا مستقبل الشعب
وصوت الناخب الحرِّ
****
وفي الساحات لم يحمل سلاحاً غير جولات
فيسعى في اللقاءات
ويستقصي الزيارات
ويسخو بالهدايا والرشاوى والإعانات
ويمتص الدعايات
ويحثو القُبَل الخضرَ، على كل جبين مقبرٍ مرِّ
****
وفي المعركة الحرة لا يعرف فنّاً غير بذل المال في كلّ المجالات
فيشري الإرث والوقف، ويستقرض من هذا وذاك.
يغطي نفقات الانتخابات
ويُستهلك للصوت، ويغري بوعودٍ فوق طاقات الحكومات
ولا يبخل بالشيكات والليرات
يستجدي المفاتيح وما تقفل قدراتٍ وأصوات
فلم ينجح
فظلّ الدرب
وانهار
فلا يبصر إلا علبة التبغ، وإلا شعلة الكبريت، يمتصّ دخاناً ساخناً، ينفثه – في عنف –
آهاً بارداً، يفحص ما أسرف من جهدٍ ومن مال
ويُجري جرد ما أنفق: هذا كان من إرثٍ، وهذا كان من دين
فيرمي القلم المذعور
يجترّ رؤاه في بصاقٍ يضربُ الأرض
وينهار حطاماً يقصف الناس جميعاً بالخيانات
فما فاز بكل الانتخابات
سوى رأي القيادات
وتزوير جميع الاقتراعات
وشعب ليس حرّاً يتفادا سلطة الحرِّ
****
ولما جاء مقهوراً الى البيت
أتت زوجته هادرة: كم قلت: لا تخرق مجال الانتخابات؟
فهذا مصرع الأبطال في دنيا الصراعات
وملغوم بكل الاحتمالات
وقد تسخن فيه الاشتباكات
الى دور الحماقات
وقد يحتاج حتى للجنايات
وحتى الاغتيالات
وأنت المؤمن الموغل لا تنجح في مختبر الكفر..
****
فهاجت كل ما في عمقه من حمم تزعق فيها: أنا لم افشل
فقد مهّدت مستقبل
فقالت – بهدوء - : أيُّ مستقبل؟
فما مستقبل الفاشل إلا فشل العذرِ